"مسألة الإعاقة في العالم العربي": أبحاثٌ ونظرة مستقبلية
عام 1992، أقرّت الأُمم المتّحدة الثالثَ من كانون الثاني/ ديسمبر يوماً عالمياً لدعمِ ذوي الإعاقة، بهدف زيادة الوعي حول التصاميم الصديقة في العمران والفضاءات العامّة، والتي تلبّي حركة ذوي الاحتياجات الخاصّة، إلى جانب لفْت الانتباه المجتمعي من أجل تطوير التعاطي الثقافي وعدم عزل موضوعاته عنهم.
وهنا يُمكن التساؤل: هل توجد مكتبة عربية تُعنَى أبحاثُها بهذه الشريحة، تضمّ دوريّات وكتُباً وأوراقَ عمل متخصّصة، أو يتمّ فيها نقاش التحدّيات التي تواجه الباحثين والمؤلِّفين الذين يخوضون في هذا الحقل، سواء كانوا أكاديميين، أو أصحاب تجارب في الإعاقة بالفعل؟
في هذا السياق، صدر مؤخّراً عن دار "سائر المشرق"، في بيروت، كتابٌ حمل عنوان "مسألة الإعاقة في العالم العربي: خريطة طريق للمستقبل"، وقّعته مجموعة من الاختصاصيّين وأعدّه الباحث اللبناني فادي الحلبي، وستتمّ مناقشة الكتاب خلال ندوة تُعقد عند السادسة والنصف من مساء الجمعة المُقبِل (16 من هذا الشهر)، في "الجامعة الأنطونية".
ويتضمّن برنامج الندوة جلستين؛ هُما: "المواطنة والبُعد التنموي"، ويتحدّث فيها كلٌّ من الباحِثَين أنطوان مسرّة وأديب نعمة، و"تصوّرات حول الإعاقة في الفنّ والإعلام والدين"، التي يساهم فيها المسرحي كريم دكروب والأكاديمي غِي سركيس، إلى جانب مُعدّ الكِتاب الذي سيقدّم الندوة.
الجدير بالذكر أنّ الكتاب يتكوّن من سبعةٍ وعشرين فصلاً، وهو مقسّم إلى ثلاثة محاور أساسية: "مقاربات عن البُعد المفهومي للإعاقة"، وفيه يتمّ تناول التصنيفات والتسميات اللغوية، وما يدور حولها من إشكاليات؛ و"مقاربات متخصّصة"، وهو عبارة عن جملة من الأبحاث التي ترصد مسألة الإعاقة في حقول شتّى نفسية وفلسفية واقتصادية ورياضية.
أمّا المحور الأخير، فيتعلّق بالنظرة الدينية، وكيف يمكن لها أن تُساهم بتجاوز الكثير من التصوّرات الخاطئة والانتقاصية تجاه هذه الشريحة، كما يتضمّن هذا المحور دعوة إلى موقف نقدي وفَهْم عِلمي مُعاصِر، يهدف إلى إدماج ذوي الإعاقة بالمجتمع بعيداً عن المقولات النمَطية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
