أساطير
ذهبيٌّ وأحمر
فوق القمم السوداء
هذا الغروب الذي نضج.
أنفاسٌ باردة، أشجار أو أطياف،
في البرد القارس.
شحرور
ذو منقار حادّ
يبحث في الأعشاب
والغابةُ تصير أكثر فأكثر
مغارةً تعمُق.
نحن أبطال القصّة
جئنا حتّى ها هُنا
منغمسين في كابوس لا يقظة منه.
أين القلعة والوحش؟
مرَّ هواءٌ
مرّ، وتاه في الجبال
بعد ذلك بِيُسرٍ
حلّ الليل.
■ ■ ■
نسيم الصباح
يخطّ القلمُ على الورقة البيضاء
جُمَلاً زرقاء، زرقاء غامقة.
وبينما أكتب منحنياً، مستنداً إلى الطاولة،
والكلمات تتكثّف - بحراً أزرق داكناً -
أشعر الآن بأنّني أنحني على شفير مركب
أحدّق في فتيات قاسيات الجَمال
يُعشّشن على الصخور، يلتطمن على الموج،
يَزلِلن على الأحجار الخضراء، يَغطسن في المياه
وينطفئن كفضّة ذائبة،
صباحاً، وهُنّ يقتربن من جُزر هاجعة
وسط ارتعاشات البحر في قلب آب.
■ ■ ■
قَفر
عاريتَين أرى رجليَّ على الشاطئ
إذ تغوصان في الرمل الحارّ
ويذهب فكري إلى خطوات المتنسِّك
- إلى آثار تتّجه إلى المدى -
على سطح الرماد
الذي لا ينفكّ الهواء يغيّره
مخرّباً ومعيداً تشكيل هضاب.
في المياه الزرقاء التي لا تُشرَب
في الأرض الذهبيّة التي لا يُبذَر فيها
في النور المطلق الذي يُبهر
أرى حتّى الأقصى فراغاً
في أَبخِرة الدير.
■ ■ ■
أغنية أريّون المفقودة- 1
أولاد ما قبل التاريخ كانوا يدورون حفاة على ألحان
كَنتاتةِ حلم،
والصلوات المنسيّة على الشرفات كانت تحكي عن
الغد الذي أخذ بعيداً جزيرة بأكملها...
على شَفا الخُرافة، عند السَحَر -
كان الليل ينوح والنهار مدفوناً.
نظرتُ بعيداً ورأيت الفجر خلف الأرض الغريبة،
متردّداً.
ارتعبتُ من لامبالاة القمر.
الجبال امّحت، الأضواء أدمعت
للحظة كما دوماً
وأنا استسلمت لنبوءة البحر الذي
كان يُكرِمني بنغمة نفير السكون يملؤها الانتظار.
* ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا
بطاقة
شاعرٌ ومترجم يوناني، وُلد في أثينا عام 1958. درس الحقوق في جامعة أثينا. صدر له ثلاثة عشر ديواناً شعريّاً، إضافة إلى عشرات الكتب المترجمة في الأدب والفلسفة والمسرح وغيرها. حاز جائرة "أكاديمية أثينا" في الشعر عام 1994.