لسنوات عديدة، واظب مروان قصاب باشي على تقديم خلاصات تجربته التشكيلية الممتدّة لأجيال جديدة من خلال تدريبه عشرات الطلاب الذين اطلعوا على تعبيريته في رسم الجسد الإنساني ونحته، والتزامه قضاياه العربية التي لم تغب عن وعيه مطلقاً.
"ورق" عنوان المعرض الذي افتُتح في "دار وغاليري كلمات" بإسطنبول في العشرين من الشهر الجاري بمشاركة مئتي عمل قدّمها حوالى ثمانين فناناً عربياً وتركياً، وهو بمثابة تحية لروح معلمهم الفنان التشكيلي السوري (1934 – 2016) الذي رحل منذ خمسة أعوام.
عنوان المعرض أتى من فكرة أساسية قدّمها المشاركون من خلال أعمالهم المصنوعة من الورق أو المرسومة من الورق، مع الإشارة إلى أن الفعالية ليست استعادية، بل "معرض يُحتفل به بطريقة مُختلفة، وذلك عبر عرض مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية لفنانين مُكرّسين وشباب على السواء استخدموا فيها الورق كمادة أساسية، الذي لطالما كان مروان ينصح بالاهتمام بالورق الذي كان يرى فيه قدسية ما"، بحسب تصريحات مؤسس الغاليري عدنان الأحمد.
يشارك الفنان السوري طلال المعلا الذي تتبّع في جانب مهم من تجربته تاريخ الوجه الإنساني وبانوراما تحوّلاته النفسية من أحلام وانكسارات، ضمن رؤية عبّر عنها بالقول: "الوجه دفتر كيان الإنسان"، حيث تختزل ملامح الوجوه جوهر الوجود الإنساني، وتعكس كثافة الإحساس به.
إلى لوحات الفنان العراقي حامد سعيد التي ترصد تفاصيل المدينة التي يرسمها بذاكرة طفل يلهو بالأشياء من حوله، مركزاً على الحركة والإيقاع في لوحته، بينما تسجّل مواطنته نادية فليح في لوحاتها فصولاً من التراجيديا التي عاشها العراق على مدار السنوات الماضية من تفجيرات سبّبت سقوط آلاف الضحايا وتدمير العديد من المعالم التاريخية.
كذلك يشارك الفنان الفلسطيني محمد الحواجري الذي شارك ثلاث مرّات في "أكاديمية الصيف" التي كان يشرف عليها قصّاب باشي في "دارة الفنون" بعمّان، في أعمال تعبّر عن مناخات غرائبية تجمع الإنسان والحيوان، وقد أشار إلى مشاركته في الأكاديمية بقوله: "فرصة لي ولأصدقائي الفنانين القادمين من غزة المحاصرة الذين وجدوا كل الترحيب والحب من الفنان مروان الذي كان يتعامل معنا بنوع من الخصوصية الناتجة من قوميته العربية وإيمانه بعدالة القضية الفلسطينية".
ومن بين المشاركين في المعرض: أسعد عرابي وليلى نصير من سورية، وإسماعيل الخياط ومحمد الناصري وصلاح النجار من العراق، وعلي أرغين ومصطفى دليوغلو وسيبيل أوكوموس وسيما أوزفين من تركيا.