مرسادس ڤوليه.. عناصر مملوكية في حداثة مصر المعمارية

مرسادس ڤوليه.. عناصر مملوكية في حداثة مصر المعمارية

27 ابريل 2023
ديكورات وأثاث من تصميم جيوزيبي بارفيس
+ الخط -

في عام 1859، قدِم المصمم الإيطالي جوزيبي بارفيس (1831 – 1905) إلى القاهرة، حيث أسّس ورشة فنية لتصميم الأثاث المصري، ولاقت مصنوعاته استحسان النخبة الحاكمة وعموم الناس على حدّ سواء، مستنداً إلى دراسته للزخارف والفنون المصرية؛ اليونانية منها والرومانية والإسلامية.

وعكست مشغولاته مقاربة حديثة للتراث بتنويعاته المتعدّدة، وبدأ بشراء ألواح خشبية وتحف من بيوت مصرية قديمة، وعمل على تحويلها إلى أثاث وديكورات على الطراز العثماني والمغربي، وشارك بأعماله في معارض دولية منذ ستينيات القرن التاسع عشر، بتكليف من الحكومة المصرية.

يقيم "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة، عند السابعة من مساء الأحد، السابع من أيار/ مايو المقبل، محاضرةً تحت عنوان "ابتكار أثاث مصري في الحقبة الخديوية: عن صانع الأثاث جيوزيبي بارفيس وآخرين"، تقدّمها الباحثة الفرنسية مرسادس ڤوليه.

تضيء المحاضِرة كيف أتاحت السلطات لبارفيس، إبّان حكم الخديوي إسماعيل، زيارة مواقع أثرية تاريخية ومتاحف مصرية، ما مكّنه من الاطلاع على صناعة الأرابيسك والخشببيات المرصّعة والدقّة في الزخرفة والنقوش عليها، والتي وظّفها في عمله، بالإضافة إلى الرموز والأشكال الفرعونية، ومنها تمثال أبو الهول.

تتبع ڤوليه حياة بارفيس الذي أقام في مصر حتى عام 1909، حيث عاد إلى بلاده، تاركاً مصنعه الذي أسّسه في القاهرة، إذ واصل إنتاجه لفترة طويلة لاحقة، كما تشير في دراستها التي تحمل عنوان "إحياء، نماذج طبق الأصل، وإعادة تصميم الأثاث العربي" التي صدرت عام 2020.

وتوضّح أن المهندسين الأوروبيين الذين استعانت بهم السلطات الخديوية، من إيطاليا وهنغاريا وفرنسا وغيرها، أعادوا إحياء بعض عناصر العمارة المملوكية في تصاميمهم المعمارية لعدد من المباني التي شُيّدت في تلك الفترة، والتي دخلت بشكل أساسي في الديكورات الداخلية.

وتلفت ڤوليه إلى نهضة كبيرة في صناعة الأثاث المنزلي في منتصف القرن التاسع عشر، حيث توزّع نحو سبعة آلاف حرفيّ ونجّار مصريّ في عموم البلاد، كما يرد في السجلّات الرسمية، ما دفع العديد من المصمّمين الأوروبيين إلى الاستقرار في القاهرة نتيجة التوسّع الكبير الذي شهده سوق الأثاث المصري آنذاك.

وتنبّه إلى أن الرؤية التجديدية التي قدّمها بارفيس - ومَن تبعه، من أمثال الأخوين فورينو وغاسبارو جوليانا وإلياس هاتون ووجاكوفيلي - للتراث المعماري المملوكي، والتي تأثّر بها عدّة معماريين مصريين في أوائل القرن العشرين، ومنهم علي لبيب جبر وفرج أمين وأحمد شرمي.

المساهمون