كيف تكشفُ خريطةُ مشهد أو منطقةٍ عن علاقات الهيمنة، بحيث تضع حيِّز الاستعمار الاستيطانيّ في سياق تاريخيّ وتنزع عنه طبيعتَه؟ هذا واحدٌ من الأسئلة التي يُحاول الإجابة عنها كتاب "مرتفعات الجولان: قصة مسكوتٌ عنها"، الصادر بالإنكليزية مؤخّراً عن منشورات "آي. بي. توريس"، ويحتوي على 16 مساهمة، وقام بتحريره كلٌّ من: منى دجاني، ومنير فخر الدين، ومايكل مايسون.
عند السادسة من مساء غدٍ السبت، تعقد مجلّة "فسحة: ثقافية فلسطينية" الإلكترونية حواريّة عبر منصة "زووم"، تحمل عنوان الكتاب نفسه، وتستضيف، إلى جانب دجاني وفخرالدين، كُلّاً من: الباحث علاء اقطيش، والفنان وائل طربيه، على أن يُدير الحوار نديم كركبي، وتُبثّ الندوة عبر حسابات المجلّة، وموقع "عرب 48" على فيسبوك.
تهدفُ الحوارية إلى إِضاءة ما جاء به الكتاب، وذلك في إطار المُواجهة الدائرة على الأرض، هذه الأيام، بين أبناء الجولان السوري المُحتلّ، والآلة الاستيطانية الإسرائيلية ومشروعها الأخير والمتمثّل بزرع مراوح الطاقة الهوائية؛ في حين يُعدُّ هذا المشروع - جوهرياً - أحد أشكال تمدُّد البُؤر الاستيطانية في الهضبة المُحتلّة منذ عام 1967.
وينظر الضيوف في مقالات الكتاب الستة عشر التي تبحث في "ثقافة البقاء"، كما تتجلّى عند أهالي الجولان، في وجه الثقل الجيوسياسيّ لسياسة "الوقائع على الأرض" الصهيونيّة، حيث تستند على الآلة الاستيطانيّة، والقبضة المناطقيّة على الأراضي والماء والموارد الطبيعيّة، ونُظُم البُنى التحتيّة والخدمات المحكومة بشبكات تحكُّم مركزيّة الدولة الاستعماريّة بقطاعاتها العسكريّة.
كذلك تبحث الحواريّة في الكيفيّة التي يستغلّ بها الاستعمار المحميّاتِ الطبيعيّة، والحدائق الوطنيّة للسيطرة على الأراضي في الجولان، ومَنْع القُرى المحيطة من التطوّر، وما الذي تخبرنا إيّاه نماذج مثل "محميّة بانياس" و"محميّة حرمون" عن سياسة مُصادرة الأراضي في الجولان؟ وما هي طُرق المقاومة التي لجأ إليها أهل الجولان للمحافظة على العلاقة مع هذه المعالِم الطبيعيّة؟
من جانب آخر، يتطرّق المشاركون إلى دراسات البيئة والأرض من وجهة نظر أصحاب الأرض الحقيقيّين، وكيف يُساعدنا مصطلح "مكانيّات" في فَهْم هذه الدراسات؟ وكيف ينعكس هذا المصطلح في فَهْمنا لزارعة التفّاح في الجولان، والتي من خلالها يُعبِّر أهل الجولان عن هويّتهم السياسية، وعن الحفاظ على علاقتهم مع الأرض رغم سياسات السَّلْب الاستعمارية.
ويطرحون، أيضاً، أسئلة عن الخطاب الإسرائيلي الإثني والديني تُجاه أهل الجولان، وما هي الرمزية التي يسعى من خلالها هذا الخطاب لتفكيكهم واحتوائهم؟ وكيف حافظ أهل الجولان على استقلاليّة خطابهم؟ ودَور التشديد على الهوية الوطنية السورية.