"مربّع سكني" لرأفت أسعد: لونٌ قاتم لا تعريف له

03 يونيو 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رأفت أسعد، الفنان التشكيلي الفلسطيني، يستكشف في معرض "مربّع سكني" تأثيرات العدوان الإسرائيلي على غزة، مسلطًا الضوء على الدمار البيئي والإنساني تحت الاحتلال.
- المعرض يضم أربع مجموعات فنية تعكس تجارب أسعد الزمنية المختلفة، مركزًا على قضايا مثل الحصار الخانق لغزة وتأثيره على الحياة اليومية واستخدام الإسمنت في القتل بدلاً من البناء.
- يعبر أسعد من خلال أعماله عن الألم والمعاناة التي شهدها خلال الحرب على غزة، مستخدمًا الفن كوسيلة للتعبير عن الصدمة والحزن، ومحاولة إيجاد جدوى في الفعل والمقاومة من خلال الإبداع.

يُقارب الفنّان التشكيلي الفلسطيني رأفت أسعد في العديد من مشاريعه المشهد الطبيعي في فلسطين وحضور الإنسان الفلسطيني فيه تحت الاحتلال، الذي ينتهك المحيط البيئي ويراكم جرائم تضاف إلى حرب الإبادة وسياسات الفصل العنصري والاستيطان.

امتداداً لتجاربه السابقة، يتناول أسعد تداعيات العُدوان الإسرائيلي على غزّة منذ ثمانية أشهر في معرض "مربّع سكني" الذي افتتح عند الرابعة من مساء أوّل أمس السبت في "المتحف الفلسطيني" ببيزيت، ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري.

يندرج المعرض ضمن التظاهرة الفنيّة التي أطلقها المتحف من أجل غزّة، في شباط/ فبراير الماضي، وابتدأها بمعارض ثلاثة، هي: "هذا ليس معرضاً" الذي اشتمل على أعمال ما يزيد عن مئة فنّان غزّي، ومعرض للفنان تيسير بركات بعنوان "المفقودون"، و"نساء غزّة" الذي يضمّ أثواباً وحُليّاً تراثيّة من جميع مناطق القطاع.

يركّز المعرض على توظيف الاحتلال الإسرائيلي للإسمنت في استخدامات مغايرة لوظيفته الطبيعيّة

يتضمّن معرض رأفت أسعد أربع مجموعات من أعماله، أنتجها على امتداد فترات زمنيّة مختلفة، هي: "فسفور أبيض" (2009)، و"غزّة مرحباً" (2012)، و"مشهد غير طبيعي" (2012)، و"مربّع سكني" (2024).

تُضيء المجموعات في مجملها "عدداً من الموضوعات والقضايا التي تمسّ حياة الفلسطينيّين في غزّة، مثل أثر الحصار الخانق على الإيقاع اليومي لساكنيها، وما ترتّب عنه من محدوديّة كمّيات الوقود المسموح بدخولها، وبالتالي انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تحوّل ليل غزّة إلى ظلام دامس، وعزل غزّة فيزيائيّاً وأثيريّاً، بعد أن استهدفت آلة الحرب الإسرائيليّة شبكة الاتّصالات، وقطعت الخيط الأخير المتبقّي بيننا وبين أهلنا في غزّة"، بحسب بيان المنظّمين.

من المعرض
من المعرض

كما تركّز مجموعة الأعمال على "توظيف الاحتلال الإسرائيلي للإسمنت في استخدامات مغايرة لوظيفته الطبيعيّة، وتحويله من مادّة نبني منها بيوتنا لتكون لنا أمناً ومأمناً، إلى مادّة للقتل بعد أن صارت تسقط فوق رؤوس ساكنيها بفعل الصواريخ"، وفق البيان ذاته.

أُنتجت مجموعة "فسفور أبيض" في 2009 بعد انتهاء الحرب التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة نهاية العام 2008، والتي كلّفت آلاف الأرواح، حيث يشير الفنان إلى أنه لم يتمكّن من إنتاج أيّ عمل فنّي، بسبب سطوة الألم وهول الأحداث، وعوضاً عن ذلك تحوّل إلى الكتابة وقدّم مجموعة من النصوص، قبل أن يعود إلى الرسم.

في نص "أبيض فسفوري"، يكتب أسعد "في غزّة/ الأبيض للأطفال/ والرّماد لهم أيضاً/ وللدُّمى/ هناك…/ عند ساحل الأبيض/ بالقرب من البيت/ كان طفلٌ يحلم/ بالدُّمية/ ونزهةٍ متوسّطيّةٍ/ بثوبٍ أبيض/ وبالفرس".

يقول الفنان في تقديم المعرض "مع الحرب الأخيرة على قطاع غزّة، وجدتُ نفسي مشوّشاً وغير قادر على فعل شيء تجاه هذا العنف والقتل والهجوم والإبادة، وهنا بدأ يلحّ عليّ سؤال الجدوى؛ جدوى العمل وجدوى الفعل، أي التساؤل حول مدى جدوى ما نفعله. مع الوقت، ومع اقتصار فعلنا على الجلوس أمام التلفاز، ومع كثافة الأخبار التي تصلنا حول تدمير مربّعات، وعمارات، وأبراج سكنيّة، شعرت بضرورة العودة إلى الاستوديو لفعل شيء حيال هذه المجزرة، وبدأت الربط بين فكرة اللّون الرمادي، كلون قاتم لا تعريف له، وبين الموت الذي يحدث في غزّة، وإنتاج مجموعة من الأعمال أطلقت عليها عنوان 'مربّع سكني'".
 

 

 

المساهمون