مدينة كل شيء

18 اغسطس 2021
("ظلال الظهيرة في برشلونة" لـ ستيفي كوبات/ ألمانيا)
+ الخط -

زمان، أيام برشلونة، رضي الله عنها، كنت أخرج يومياً، وأمشي لعدة ساعات، نازلاً من حي باي دي برون، حتى أصل إلى الشاطئ، لا لشيء، سوى للاستمتاع بالمناظر الرائعة لبَشَر المدينة.


هناك، كان يمكن رؤية تلك الوجوه والأجساد الموجودة في الفضاء العام، على أكمل وجه.
مقاطعة برشلونة بأكملها تقريبًا تتجمع في وسط البلد، مع ملايين من السياح.
إضاءة عامة رائعة في الليالي. شمس أروع في النهارات.


إنها منطقة جذب القلب.
وذكرى سنوات مضت هي الأبهى والأروع.


الله يا مدينة كل شيء. الجبل الساحر، من ناحية الطبيعة. والسهل الأكثر سحراً، من ناحية البشر. 
سلاسة الحركة، القدمان النشطتان، وفي حالات الضرورة، ركوب الترام من الصباح حتى ما بعد منتصف الليل. 
مدينة، لا تضاهى، ولا مثيل لها بين المدن: مدينة هي دعوة كاملة للاستمتاع بهبة العيش.
وهذا ما يلمسه، عندما تسمح له الظروف، حتى العابر.
إيه.. مدينة نأت، وأود الرجوع إليها، لأن غيرها لم يشدني. هنا أعيش على مذبح الهراء. الجانب البلجيكي من الكون، لا يروقني والله.
وسيحدث الانتعاش على الأرض، لو حملت حقيبة الظهر، وعدت إلى عروس المتوسط.


مدمران هذان العامان الطويلان اللذان عشتهما ما بين بروكسل وبروخم. بوتيرة بطيئة، يرخيان بثقلهما على الأعصاب.


إن الرغبة في طيّ صفحة بلجيكا من كتاب العمر تتفاقم بحدة، يوماً في إثر يوم.
وإن طول مكوثي هنا سيتعارض مع الواقع الصارخ للتأثيرات المتأخرة للأزمة، ناهيك عن أنه سيتعارض مع كل طموح شعري.
 

* شاعر فلسطيني مقيم حالياً في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون