في عام 1992، تأسّست "مدرسة الفيسفساء" في مدينة مادبا (30 كلم جنوب العاصمة الأردنية) التي خرّجت عشرات الحرفيّين المؤهلين لإنتاج أعمال الموزاييك، في محاولة لمحاكاة فنّ يعود إلى القرن السادس الميلادي ولا تزال شواهده المكتشفة موجودةً في المدينة.
ورغم أن المدرسة تحوّلت عام 2014 إلى معهد تديره لجنة تمثّل وزارات التعليم العالي والسياحة والأثار والتخطيط، إلّا أن الاهتمام بالفيسفساء كفنّ خارج إطار الحرفة يبدو غائباً في الأردن، ويُختزل المشهد بأعمال تجارية تُعرض في البازارات (محلات التحف الأثرية)، وتلقى رواجاً في مواسم السياحة.
يضيء معرض "مدن لا مرئية.. مادبا ورافينا"، الذي يُفتتح عند الخامسة من مساء غدٍ الإثنين في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" بعمّان ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر المقبل، أعمال فنّانين أردنيّين وإيطاليّين متخصّصين في هذا الفن.
يستعير المعرض عنوانه من رواية الكاتب الإيطالي إيتالو كالفينو، في إشارة إلى تلك المدن الخرافية الفاتنة التي يحلم بها الناس لكنهم لا يبصرون ملامحها، وإن كانوا يشعرون بها؛ مدنٌ خفية لا ترى ما يعني تعدّد تصوّرات الفنانين عنها.
يشارك في المعرض، الذي يُنظَّم بالاشتراك مع "منتدى التعاون الأردني الأيطالي"، كلّ من الفنانين سونيا الطوال، وبهاء جانخوت، ومحمد جميل من الأردن، وآنا فيليتا، إالينكو أوبرا، وباربارا ليفيراني، وكوكو، وإليسا بريغيو، وفيليىا غاروني من إيطاليا، بالإضافة إلى عمل فني من "معهد الفيسفساء" في مادبا.
وأعاد المشاركون في أعمالهم إنتاج لوحات من المجموعة الدائمة للمتحف بتقنية الموزاييك، وسيتمّ نقل المعرض بعد اختتامه إلى رافينا، ليتمّ عرضه كجزء من معرض البينالي الذي تحتضنه المدينة الإيطالية في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
ويقام بالتوازي معرض آخر في "المتحف الوطني الأردني" تحت عنوان "مع الموزاييك.. المعاصرة في رافينا"، ويشارك فيه الفنانين الإيطاليين: جوليانو بابيني، ولوكا بربريني، وكينا بوغادانوفا، وماركو برافورا، وكوكو، ووجيوفانا غالي، وتاكو هيراي، ومارسيلو لاندي، وأناليسا ماركوتشي، وفيرديانو مارزي، وستيفانو مازوتي، وألكسندرا ميتيفا، وسيلفيا ناديو، وفليسي نيتولو، ولوسيانا نوتوروني، وماركو بيليزولا، وباولو راكاني، وألموت شوبس، وسوزان سباهي، ودانيلي ستراد، وإنزو تيناريلي، وسارة فازيني.