انطلقت خلال الأيام الماضية في العديد من المدن التونسية أمسيات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، حيث احتضن "المركب الثقافي محمد الجموسي" في صفاقس لقاء حوارياً مع الباحث عبد الواحد المكني حول القضية الفلسطينية وتاريخ مستشفى المعمداني بغزة، بالإضافة إلى مجموعة فعاليات موسيقية وراقصة وأمسيات شعرية وورشات للفنون التشكيلية.
وتتواصل الفعاليات بعرض فيلم "مملكة النمل" (2012) للمخرج التونسي الراحل شوقي الماجري عند السادسة من مساء بعد غدٍ، الذي يروي قصة زوجين يتعرّضان للسجن والتعذيب بسبب التحاقهما بالمقاومة، ويستشهد أيضاً طفلهما الذي لم يبلغ الحادية عشرة برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
كما نظّم "المركب الثقافي" في مدينة باجة جملة أنشطة السبت الماضي تحت شعار "الثقافة في مساندة الشعب الفلسطيني"، اشتملت على ورشة رسم وحلقة نقاش ومداخلات شعرية وعرض فيلم "عمر" (إخراج جماعي)، وأُقيمت تظاهرات مماثلة في مدن المنستير وبن عروس وقابس وبنزرت والقصرين وروّاد وحمام الأنف والقيروان ومدنين وتطاوين والكاف وتوزر وغيرها.
تنوّعت الفعاليات المقدّمة التي اتخذت طابعاً عفوياً في معظمها من خلال تقديم قصائد وأغانٍ وكلمات تضامنية، كما تخلّل بعض هذه الفعاليات عرض أفلام تتناول فصولاً من نضال الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه منذ ثمانية وسبعين عاماً.
من جهتها، أصدرت الهيئة المنظمة لـ"أيام قرطاج السينمائية" بياناً مساء أمس الإثنين طالبت خلاله بالعودة عن قرار إلغاء التظاهرة، التي كان مزمعاً افتتاحها مساء السبت المقبل لتتواصل حتى الرابع من الشهر المقبل، بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية "تحجز دوماً مكاناً استثنائياً" في البرمجة منذ تأسيس المهرجان سنة 1966، لذلك "لم تتردد الهيئة المنظمة في التخلي عن كل المظاهر الاحتفالية والمرور مباشرة للمسابقات الرسمية وتعديل برنامجها احتراما للأوقات العصيبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني"، بحسب البيان.
ولفت البيان إلى أن "حضور السينما الفلسطينية في الدورة الرابعة والثلاثين تم الإعلان عنه قبل العدوان على غزة"، وأن مختلف الأقسام الرسمية والموازية في المهرجان تضمّ أعمالاً لصناع أفلام فلسطينيين، واتخذت الألوان العلم الفلسطيني شعارً له، وتم تخصيص فضاء بشارع الحبيب بورقيبة لعرض الأفلام الفلسطينية ضمن قسم "سينما الشارع" مجاناً، تأكيداً على احتصان "قرطاج" السينما الملتزمة والمقاومة.