في قمّة جبل الاختلافات التي تفصلني عن الهارب، توجد تلك الحرّيّة المطلقة التي تسمح لي بطَرْق باب النّاس متى شئت. أمّا الهاربُ، فهو لا يتخفّى عن عيون مُطارديه فقط، بل يرتاب من كلِّ نظرة. أيّ لقاء يُمكن أن يحسم أمره. الجحيم بالنّسبة إليه هي عينُ الآخرين. وهو ما يُفسّر حرص رافيتش على تجنُّب المناطق الآهلة. في مرويّته، لم يذكر سوى لقاءين أو ثلاثة غير مُتعمّدة، ولّدت لديه كلّ مرّة انشغالًا لا يَسُرّ.
في سيبيريا، في الأزمنة الماضية، في عهد القيصر، كانت العجائز يضعن صحفة حليب وكسرة خبز على عتبة العزبة تحسُّبًا لمرورِ هارب. ولكن عندما استبدّت حمّى الوشاية بروسيا في القرن العشرين، صار الأمر مختلفًا. انقلب التّقليد: صارت الحكومة تُكافئ كلّ من يجيء بما يدلّ أنّه قضى على أحد الهاربين (تصل المكافأة إلى مقابل أسبوعين من متوسّط الأجر عدًّا ونقدًا...). قد يكون الدّليل يدًا مبتورة أو رأسًا مقطوعًا. وغالبًا ما يحتفظ صيّادو الرّؤوس بعدد من سلائخ الهاربين الذين صرعوهم، في انتظار جَمْع ما يكفي كي يسلّموها للسّلط بالجملة. "لاعتبارات اقتصاديّة، ثبت أنّ التّعامل مع صيّادي الرّؤوس أقلّ تكلفة من بعث سلك حراسة دائمة من نوع حرّاس المعتقلات". وهكذا، صار شعب كامل يرتاب من نفسه بتشجيع من الحكومة.
عندما ظهرت قباب "دير باتورين" أمامي، لم أنحرف عنها لتجنُّبها. الرّاهبة التي استقبلتني في ظلّ ممرّ مديدة الطّول. كشف حجابها عن وجه روسيّ جميل ومريب، قُدَّ من لطف مسيحيّ، ولكنّه مغزوٌّ بعينين تنفذ منهما بروق جنون. ذهبنا معًا لتقبيل الفاصل الأيقونيّ. كانت تتكلّم بصوت خافت، لتجيب عن أسئلتي حول جزيرة منار وتؤكّد لي المذبحة. "من يحفل بذلك اليوم؟"، قالت. ثمّ دعتني إلى قاعة الأكل وأعدّت لي طبقًا من الكاشا. وأنا جالس، أغترف من كوب الكشمش، وألاحظ ما سبق أن عاينتُه لدى كثير من الرّهبان والرّاهبات: نشوة كائنات بلغت ذرى الرّوح وهي تقدّم الشّوربة بابتذال. عند أوان الفراق، عدنا إلى الكنيسة لنوقد شمعة. لاحظت عندئذ الصّليب الرّوسيّ الصّغير الذي أحمله في رقبتي. مسكته وتفحّصته بعينها التي كبّرها زجاج طول البصر.
- "كلّ شيء على ما يرام، لأنّ مولانا له رجلان مستقيمتان، هذا صليب سلافيّ. أنت أرثوذوكسيّ".
- "كلاّ يا أختاه، بل أنا كاثوليكيّ".
رمتني بنظرة قاسية. تركَت الصّليب بغتة وولّتني ظهرها وهي تغمغم:
- "اغفر له يا ربّ، اغفر له وأرِه الصّراط".
غير أنّ الانشقاق لم يحُل بيننا، فقد باركتني بقدر كبير من اللّطف وودّعتني على مدارج الكنيسة.
- "امضِ أيّها الفرنسيّ"، قالت.
الحرائق التي اندلعت في سيبيريا هذا العام كانت عنيفة إلى أقصى درجة. اشتعلت بورياتيا. ووقعت أولان أودي، وإيركوتسك تحت الضّباب. مئات آلاف الهكتارات التهمتها النّيران. عبرتُ تيغة أقلّ كثافة من تيغات ضفاف بيقال. سرت نحو أولان أودي في ثنيّات مُتربة شقّها غابيّون. أحيانًا أمرُّ بمنقطة محروقة، لا يزال الدّخان يصّاعد منها. مع الحذر بعدم السّير على أرض مسودَّة كي لا أغوص في غبرة رماد لا يزال الجمر تحتها حيًّا.
استراحة في قرية زيريانسك: في ستالوف (الاسم الذي يطلقه الرّوس على المطاعم الجماعيّة)، طلبت كوبًا من الكفاسْ. الزّبائن لا يحوّلون عيونهم عنّي. المكان يزفر الشّؤم ولكنّ النّاس الذين يعمّرونه كانوا على درجة من السُّكر لا تسمح لهم باليأس منه. ثمّ، وهذا معروف، كلّ ثورة تتحلّل في الكحول. الفودكا في هذه البقاع هي خير حليف للحُكّام، الغطاء على القِدر. فكم من تمرُّد كان يمكن أن ينشأ من دونها! العقد الاجتماعيّ في القرى الكولخوزيّة في أعماق السّباسب الرّوسيّة هي الـ"100 غرام"، التي يجرعونها في أيّ ساعة من اليوم. ألسنا نعلم أنّ الثّورات الحقّ يقودها دائمًا أمثال ستالين وروبسبيير وسان جوست: رهبان عَلمانيّون تغذّوا بالنّظام والنّسك الصّوفيّ، ولا يقودها السّكارى أبدًا؟
من الغد، وبعد نهار من المشي، زيارة كنيسة مرّة أُخرى. كنيسة قرية تورونتاييفو هذه المرّة. الكاهن الأرثودوكسيّ ليس موجودًا، فقد ذهب لزيارة كفر غابيّ لمُباركة خيول. استقبلتني زوجته جينيا وابنته أليونا. كلتاهما جميلة، ناحلة وأصيلة مثل ذئبة مطّاطيّة. جينيا هي بنت حفيدة رجل ديسمبريّ، إيفيم غوشين، ضابط سامٍ قاد في كانون الأول/ ديسمبر من عام 1825 ثورة ضدّ القيصر نيقولاي الأوّل، مع ضبّاط آخرين، ونبلاء سانت بطرسبورغ. ولم يكن أولئك الثّوّار يريدون أن يرووا بالدّماء أيّ مساء أكبر، بل كانوا يُناضلون من أجل الدّستور.
الذين لم يهلكوا في مهملات "قلعة بطرس وبولص"، تمّ نفيهم إلى سيبيريا. وكان لقدومهم إلى قرى التّيغة أثر في نهضتها. فقد حمل الدّيسمبريّون معهم الأنوار حيثما عاشوا، وعشقوا أرض منفاهم. ولمّا كانوا من سلالة البُناة، لم يمنعوا نفسهم من البناء. وقفوا أنفسهم إذن على تطوير سيبيريا وما زال النّاس يلمسون أثر مرورهم في فخامة البيت، وطيف كنيسة قائمة وسط فرجة غابيّة، وفي وجود مكتبة وسط كفر. وأحيانًا تذكّر سيبيريّة ذات عينين زمرديّتي اللّون، مثل جينيا هذا المساء، أنّ دمًا جديدًا تمّ حقنه منذ مائة وثمانين عامًا في غابات مهملة فيما وراء بيقال...
تعجّلت الوصول إلى أولان أودي، فنهبت من الغد اثنين وستّين كيلومترًا على طريق معبّدة، لا أمنح نفسي سوى استراحات بعشرين دقيقة كلّ ساعتين ونصف. لا أكثر. لأنّي أعرف أن الوسيلة الوحيدة للانتصار على الفضاء الشّاسع هو المشي ببطء، بلا انقطاع، والأخذ في الاعتبار قيمة المدّة أكثر من قيمة السّرعة. لأنّ الصّبر هو الذي يغلب الأفق فعلاً. ولكي نقتنع بذلك، حسبنا أن نسأل الرّحَّل، جارفي الثّنايا الذين لا يملكون سوى خطاهم لرسم مرور انتجاعهم، إن كانوا يَعدمون الصّبر. المشي "بلا عجَل ولا لجوء حقول أكثر حضورًا نحو حقول أكثر قربًا" يقول بيغي الذي خبر الطّرق الطّويلة.
غطاء دخان الحرائق يحبس الحرّ. تسوّلت ماء من الشّاحنات القليلة التي تمرّ، فكان من يركبها يُلقيه عليّ من النّافذة كما يُلقى إلى كلب دون توقّف. إحساس غريب أن يلتقط المرء من الأرض صدقةً أُلقيت إليه.
أعرف أنّي وصلت إلى وسط أولان أودي بسبب "الرّأس"، رأس لينين، تمثال من البرونز وضع على عشرة أمتار من الأرض على قاعدة. هو الأكبر في العالم السّوفييتيّ. كلّ من يمرّ قربه، يُفكّر بالتّأكيد أنّ مِن هذا التّنّور الدّماغيّ انبثقت رؤية جديدة للإنسان والعالم. الرّأس الكبير لم يقع تفكيكه عند سقوط الاتّحاد لأنّ السُّكّان يفخرون به. واليوم يتواعدون تحته، ويلتقطون الصّور أمامه، ويتبادلون القُبل في أسفل القاعدة. فلاديمير أوليانوف! يا لبؤسك! هل فكّرت خلال أعوامك المجيدة أنّك سوف تصبح ذات يوم ديكورًا تافهًا منذورًا للمارّة؟ قضيتُ يومين في المدينة. البنات فيها أجمل ممَّا في الحلم. روسٌ جُدد دمام الخلقة يقومون بدورّيات في سيّارات مُضحكة. أطفال لم يعرفوا الكومسومول قطّ، يكبرون وأنوفهم في كيس من البلاستيك ملآن بالغراء. بائعات الهوى يراوِدن الرّجال تحتّ كنّة فندق بورياتيا. وموظّفون سِمان ذوو أقمصة بيضاء، سعداء ببلوغهم ما بلغوه، ينظرون بطرف عيونهم إلى الأرداف التي يحلمون بتلويثها.
أنا، يهمُّني فاتسلاف. لقيته في "المركز الثّقافيّ البولنديّ" الذي يُديره بنهج غاغارين. استقبلني في مكتب ينبسط فيه النّسر الأبيض والأحمر لبولندة القديمة. عمرُه ثمانية وسبعون عامًا، منها سبعون من الذّكريات، وجه مرسوم بالمنقر ومشبك بالنّسر على ثَنْية سُترته. كان قد شاهد الحصّة التّلفزيونيّة التي سجّلتها بالأمس في استوديوهات أولان أودي. تحدّثنا طويلًا عن قضيّة رافيتش.
- "هل هي جديرة بالتّصديق في نظرك؟".
- "إنْ كان بولنديًّا فلا شيء مستحيل! قال. لم أسمع قطّ بعمليّة الهروب تلك، ولكنّي أعرف عدّة حكايات أُخرى صحيحة تمامًا. جدّاي أُبعِدا من أوديسّا إلى سيبريا. العجوز فرّ وحيدًا، في الشّتاء، عبر بحيرة بيقال المتجمّدة نحو إيركوتسك حيث استطاع أن يتخبَّأ في الغيتّو البولنديّ، ثمّ التحق بفضل عبّارين صينيّين إلى هاربن ومنها إلى الصّين حيث انقطع أثره. ربَّاني أبٌ تبنّاني تمّ نفيه لعشر سنوات في جحيم كوليما، من 1939 إلى 1949. السّنوات الرّهيبة".
- "ماذا فعل؟".
- "غريب أن تواصل طرح هذا السّؤال، والحال أنّك تعرف قليلًا تاريخ التّصفيات. لا شيء، بطبيعة الحال. في تلك الفترة، كنت أعمل برفقة جيوديزيّين من وزارة الدّاخليّة كانوا يرسمون خارطة هيئة أركان ياقوتيا".
هجست بأمر، فأريت فاتسلاف خرائط ذات سلّم 1/ 000 200، كنت عثرت عليها في ياكوتسوك، وداومت استعمالها منذ انطلاقي. كانت تحمل دمغة "سرّيّ للغاية". تفحّصها فاتسلاف.
- "نعم، هي ذي. نحن الذين قمنا بالمسح. بعدها، سُجنتُ في كوليما. عشت برفقة ضابط سابق في الجيش الأحمر. كان قد فرّ من مُعتقل وعاش أربع سنوات في التّيغة بفأس وسكّين. ولكنّه استسلم لمفوّضية الشّعب للشّؤون الداخليّة لأنّه بدأ يسمع أصواتًا وتنتابه هلوسات ففضّل السّجن على أن يُصبح مجنونًا. هي وجهة نظر. وصلت إلى كوليما عام 1946. بعدها، ليل. ليلي الطّويل".
غداة مُغادرة المدينة، قبلت حفل التّبريك الذي دعاني إليه الشّامان أناتولي. رأيتُ فيه احتياطًا سليمًا، لأنّه سوف تنفتح أمامي بعد بضعة أسابيع السّباسب المنغوليّة، أرض الآلهة، حيث التّجارة مع السّماء لا يمكن أن تضرّ. قابلت أناتولي بفضل كورين وكارلو، شابّ وشابّة من سويسرا استقرّا في أولان أودي، حيث يعملان. الشّامان، الذي يبلغ طوله مترَين، شعره في شكل سالخي الرّؤوس الإيروكوا والرّماة الجنكيزخانيّين: الرّأس محلوق في مقدّمته، ولكنّ ضفيرة شعر بالغة الطّول تنبت في مؤخّرة جمجمته.
بدأنا عشاءنا بالشاشليك. نصحني بألّا أقطع اللّحم بالسّكّين، بل آكلها باليد.
- "كالمسلمين؟"، قلت.
- "كلّا، بالنّسبة إليهم، الرّسول هو الذّي يُوصيهم بذلك. هم يقلّدون نمط حياة البادية؛ أمّا نحن، البوريات، فلكي لا نقطع طاقة اللّحم".
بعدها، في شقّته الصّغيرة ذات النّمط السّوفييتيّ، في عمق حيّ بالضّاحية، دعا الأرواح. جلست على كنبة أشهد الطّقس الشّعائريّ. كانت الغرفة تُشبه مكتب اجتماع نادٍ سرّيّ. تتراكم فيه تشكيلات ساعات ونواقيس نحاسيّة وآلات تعبُّد بوذيّة، وأكواب مليئة بالكريستال، وعلى الجدار، إلى جانب المَندَلات السّحريّة، تتبدّى بورتريهات نابليون ونيقولاي الأوّل والمسيح، كوجوه بارزة عبرت ليل التّاريخ. أناتولي، سيّد هذا المكان الكاهفيّ، لبس مشملاً من الجلد يحمل تحته على صدره العاري صليبًا وأدوات بوذيّة شعائريّة. توجّه إلى أدخنه البخور التي هي فكر الآلهة، سكب على جبيني فودكا، ورشَّ منها الجهات الأربع، ودعا القوى وأخيرًا أعلمني بأنّي يُمكن أن أسافر دون خشية.
في المساء نفسه، هوجمت في أرض خالية، وأنا عائد من "المركز الثّقافيّ البولنديّ". كان اللّيل قد هبط وأنا أمشي في طريقي إلى الكونفدراليَّين السّويسريَّين - مضيّفيَّ. طيفان لم أنتبه لوجودهما إلا في آخر لحظة هاجماني من خلف. لم أجد من الوقت سوى أن ألتفت وأتفادى الضّربة التي وجّهها لي أحدهما في الحنجرة. رددتُ بمثلها عشوائيًّا. وقعتُ على الأرض، وأنا أكاد أختنق، وسمعت خطوات شخص ثالث يجري نحوي. لم أدر كيف استطعتُ أن أتملّص وأهرب. طاردتني الأطياف الثّلاثة. لطالما كرهتُ المشاجرات التي تُذلّ من يَضرب. ومن عجب أنّ شعورًا واحدًا نما بداخلي وأحسستُ أنّه يتفشّى في عروقي ويغمر كلّ خليّة من خلاياي: الهيجان.
صرخ فمي بشتائم تُجاه أولئك القذرين الثّلاثة الذين يتشبّثون بتلابيبي مثل كلاب في أعقاب طريدة. ولكنْ إنْ كان لهم تفوُّق العدد، فإنّهم تعوزهم معلومة أساسيّة: وهي أنّني منذ أكثر من شهرين، أتقدّم كلّ يوم في سيرٍ مُضنٍ على دروب وعرة. تدريبي لم يترك لهم أدنى فرصة! فقد تأخّروا عنّي تدريجيًّا. خلّفتهم ورائي نهائيًّا عندما بلغنا سياج رحبة، مُسنّنًا عاليًا تسلّقته، وفحّجت فوقه بنطّة واحدة وكأنّ الشّراسة تشجّع على الطّيران. انخدشت يداي عند وقوعي على الطّريق من النّاحية الأُخرى، أمام واقي محرّك سيّارة كبحت فراملها قبالتي. دعاني سائقها إلى الرّكوب. انطلقنا ووجدت الوقت لأرى الأوغاد البوريات الثّلاثة، الذين لم يجتازوا حتّى السّياج. وفي حديثي مع سائق الصّدفة تعلّمت كلمة روسيّة قال لي إنّها منتشرة في أنهج الضّواحي ما بعد السّوفييتيّة: "هوليغان" (وتُنطق خوليغان).
ما تلى ذلك كان أفضل: غادرتُ المدينة من الغد، عن طريق جسر مبنيّ فوق مياه سيلينغا. سوف يملي الوادي وجهة خطواتي في الأيّام القادمة. عدتُ إذن إلى "المسيرة الجغرافيّة"، على طول المحاور التي تفرضها الطّبيعة. هي أفضل ما يُتّبع من طُرق: لا تكذب أبدًا. ينبع السّيلينغا في منغوليا ويرتمي في بيقال. يكفي إذن أن نُحاذيه - وهو ما فعله كثير من الفارّين - لبلوغ مملكة السّباسب. على غرار الألمانيّ الذي فرّ بعد الحرب من مناجم الرّصاص المُرعبة في كاب ديجنيف (أمام مضيق بيرينغ، في شمال أبعد من كوليما!) وسار في البداية نحو الشّمال الغربيّ ليحاول عبور الحدود المنغوليّة في مستوى كياختا قبل أن يجد طريقة لبلوغ إيران على متن خطّ حديديّ بعد ثلاث سنوات من الفرار.
غير بعيد عن أولان أودي، اعترضتني كنائس ريفيّة. القباب كأنّها قطرات ذهب على قشرة الرّيف، وقد بشَرها الجفاف. ألقى بي شكلها إلى الهاوية. أبديت في داخلي فرضيّات عن أصل القباب البصليّة. سؤال جوهريّ. كيف أمكن لمثل هذه الحنية أن تخرج من مخّ بشريّ، ولو كان روسيًّا؟ هل هي تصوّر لدمعة من السّماء نزلت على برج، أم نسخة من انحناءة شعلة شموع تحترق في جناح الكنيسة، أم إعادة إنتاج البصل كما يفعل الرّوس؟
* مقتطف من كتاب "محور الذئب: من سيبيريا إلى الهند، على خُطى الفارّين من الغولاغ"؛ العمل الحائز "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" 2023 في فرع الرحلة المترجَمة. تقديم وترجمة: أبو بكر العيادي