عندما تداول كتّابٌ وأكاديميّون مِن المغرب، على فيسبوك، خبرَ رحيل محمّد مفتاح في التاسع من آذار/ مارس الماضي، ذهَب ظنُّ البعض إلى الممثّل المعروف الذي يحمل الاسمَ نفسه. فرغمَ تعدُّد آثاره، التي بدأ بإصدارها منذ ثمانينيات القرن الماضي وتنوّعَت بين التحقيق والنقد الأدبي، ظلَّ الناقدُ والأكاديميُّ المغربيُّ الراحل (1942 - 2022) مجهولاً عند الكثيرين.
يختلف الأمرُ تماماً في الأوساط الأكاديمية؛ فالسنوات التي قضاها مُدرّساً في "كلّية الآداب والعلوم الإنسانية" بـ"جامعة الرباط"، والتي لم تتوقّف حتّى تقاعُده، جعلت منه أحدَ أبرز الأسماء في مجاله مغربيّاً وعربيّاً؛ وهو الذي أشرف على عددٍ كبير من الرسائل والأطروحات الجامعية، وكوّن أجيالاً من الطلبة والباحثين الذين أصبح بعضُهم باحثين وأساتذةً في جامعاتٍ بالمغرب وخارجه.
في حفلٍ تأبيني أقامته "كلّية الآداب والعلوم الإنسانية" في الرباط و"اتّحادُ كتّاب المغرب"، يوم الثلاثاء الماضي، أشار جمال الدين الهاني، عميدُ الكلّية نفسها، إلى تلك المكانةِ التي حظيَ بها مفتاح في حقلَي الأدب والدراسات السيميائية، مُضيفاً أنّه ترك بصمةً بارزة في تخصُّصَي آليات تأويل وتحليل الخطاب داخل المغرب وخارجه، مِن خلال كُتبه ودراساته التي نُشرت في عدّة مجلّات مغربية وعربية.
مِن جهته، عاد رئيسُ شعبة اللغة العربية وآدابها في "كلّية الآداب والعلوم الإنسانية"، محمد السيدي، إلى تجربة مفتاح في الكلّية؛ حيث عمل فيها أستاذاً في الدراسات السيميائية والشعرية، إلى جانب مفكّرين بارزين مثل محمد عابد الجابري وعبد الله العروي، مضيفاً أنَّ صاحب "في سيمياء الشعر القديم" (1982) تميّز بـ"كرم علمي"، وكان مهتمّاً بتطوير البحث العلمي في الجامعة.
من جهته، قال عبد الرحيم العلام، رئيس "اتحاد كتّاب المغرب"، إنّ محمد مفتاح تبوّأ مكانةً مركزية في حقل البحث العلمي والأكاديمي بفضل دراساته النقدية، مُذّكّراً بعددٍ من الكتب التي ألّفها وحقّقها.