صدر العدد 70 (ربيع 2021) من مجلة "بانيبال" (لندن)، التي بلغت من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، والتي أخذت على عاتقها تقديم أعمال من الأدب العربي المعاصر إلى القرّاء الناطقين بالإنكليزية. يحتفي هذا العدد بالقصّة القصيرة والرواية من خلال الاحتفاء بأحد أعمدة السرد الفلسطيني، الكاتب المقدسي محمود شقير. إذ خصّصت المجلّة ملفّاً لتجربته. ومحمود شقير - الذي مرّ عيد ميلاده الثمانون في مارس/ آذار الماضي - من مواليد جبل المكبّر في القدس المحتلة عام 1941، حصل على إجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع من جامعة دمشق عام 1965. وقد أصدر خمسة وأربعين كتاباً، وكتب ستّة مسلسلات تلفزيونية طويلة، وأربع مسرحيات. تُرجم العديد من قصصه إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية والصينية والمنغولية والتشيكية. حائزٌ على "جائزة محمود درويش للحرية والإبداع" (2011)، ودخلت روايته "مديح لنساء العائلة" (2015) إلى القائمة القصيرة لـ"جائزة البوكر العربية" (2016).
تضمّن الملف مختارات مترجمة من مجموعته القصصية "ابنة خالتي كوندوليزا" (2004، ترجمة بول ستاركي) شملت ثلاث قصص قصيرة هي "مشية نعومي كامبل" و"مقعد بابلو عبد الله" و"وليمة رامسفيلد" (ترجمة سميرة قعوار). كما تضمّنَ الملف ترجمةً لمقتطفاتٍ من روايتِه "ظلال العائلة" (2018) (ترجمة كارين ماكنيل وميلاد فايزة). أمّا نصيب القصص القصيرة جداً فكان من المجموعة القصصية "طقوس للمرأة الشقيّة" (1986) حيث نُشر منها ستةٌ وعشرون نصّاً (ترجمة ميادة إبراهيم). ضمّ الملف أيضاً القصّة القصيرة "هاجس الفانتوم أيضاً" من المجموعة القصصية "ابنة خالتي كوندوليزا".
تضمّن العدد شهاداتٍ لستّة كتّاب حول تجربة محمود شقير
كما نُشرت شهاداتٌ حول تجربة شقير لستّة كتّاب، حيث وصف الناقد والأكاديمي الفلسطيني فخري صالح شقير، في شهادته التي حملت عنوان "حول المنجز الأدبي لمحمود شقير"، بالقول: "شقير من مؤسّسي الأدب الروائي الفلسطيني ويمتلك القدرة على تصوير حياة القرية في جميع أبعادها المتنوّعة والمتناقضة، متوغّلاً في عمق تجربة الحياة الغامضة، والتي يقف أمامها الإنسان عاجزاً بيدين مكبّلتين مواجهاً لمعضلة الموت، بل ربّما الفناء".
أما الأكاديمية الفلسطينية عايدة فحماوي وتد، فجاءت شهادتها بعنوان "محمود شقير: كتابة الفلسطيني داخل القفص المغلق المفتوح بين الفنتازيا والسخرية"، وتحدّثت فيها عن سرد شقير الذي "يستطيع أن يُحوّل العادي واليومي إلى كولّاج سريالي متعدّد القراءات لمجتمع فلسطيني ما زال يحاول أن يعيش ويحلم رغم اختناقه بمظاهر الفقر والتقوقع والقمع والعزلة والاحتلال". وكتبتْ هانا سومرڤيل مقالة نقدية عن المجموعة القصصية "شارِبا موردخاي وقطط زوجته" (التي نشرتها "بانيبال بوكس" عام 2007 بالإنكليزية) قائلةً: "مجموعة قصصية مشاكسة وساحرة.... حزينة غالباً ولكنّها ليست جامدة، ومليئة بالإحساس الإنساني". أمّا سوزانا طربوش فكتبتْ مقالةً نقديةً عن رواية: "القدس وحدها هناك" (2018).
وكتبَ الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله أيضاً عن الجزء الأوّل من الثلاثية "فرس العائلة": "يفاجئنا شقير بتأمّلهِ المستمرّ في التاريخ الروحاني للبدو في ذلك الجزء من فلسطين". فيما كتب الناقد اللبناني فايز غازي مقالاً نقدياً عن الجزء الأخير في هذه الثلاثية، "ظلال العائلة"، قائلاً إن ظلال الرواية "تنتشر من بوح عائلة صغيرة لتمتدّ إلى المجتمع المقدسي بأكمله".
تضمّن العدد أيضاً احتفاءً بالكاتب الضيف، الشاعر والمترجم ترينو كروز، من جبل طارق، والذي يكتب باللغتين الإسبانية والإنكليزية، مع قصائد مختارة من مجموعته الشعرية "الشاطئ الخصب" (The Fertile Shore). كروز أحد الأسماء البارزة التي كرّست مسيرتها الشعرية من أجل الدفاع عن فكرة أدب لا تحدّه الحدود السياسية والثقافية، كشكل من أشكال التقارب بين الشعوب، وله العديد من المجموعات الشعرية، من بينها "تأملات في الفضاء" (1993)، و"رحلة" (2002).
كما نقرأ في العدد مقالة للكاتب السوري عمار المأمون عن رواية "النوم في حقل الكرز" (2019) للكاتب العراقي أزهر جرجيس، مع ثلاثة مقتطفات من الرواية (من ترجمة جوناثان رايت)، ثم نقرأ للكاتب المصري حسن عبد الموجود القصّة القصيرة "دراجة تعيد رفيق الحزب القديم" (ترجمة رافاييل كوهين)، من المجموعة القصصية "حروب فاتنة" (2018). تليها مقالة للكاتبة اللبنانية كاتيا الطويل عن رواية "لم يصلِّ عليهم أحد" (2019) للكاتب السوري خالد خليفة، مع مقتطفات من الرواية (ترجمة ليري برايس). ويتضمن العدد مقابلةً مع الكاتبة اللبنانية علوية صبح أجرتها كاتيا الطويل، مع ثلاثة فصول من روايتها الأخيرة "أن تعشق الحياة" (ترجمة نانسي روبرتس).
وفي زاوية المراجعات الأدبية، كتبت جوسلين ميكيللي ألميدا عن المجموعة الشعرية "أطلس الهارب" للشاعر والمترجم الليبي المقيم في الولايات المتحدة خالد مطاوع. وكتبت ستيفاني بيتيت عن رواية "مليونير عطلة الأسبوع" للكاتب المغربي الهولندي عبد القادر بنعلي. أما بيكي مادوك فقد كتبت عن رواية "أكادير" للكاتب المغربي محمد خير الدين. تصدّر غلاف المجلة بورتريه للكاتب محمود شقير بريشة الفنّان التشكيلي العراقي ستّار كاووش.