محمد جمال راشد.. قراءة في فلسفة المُتحف

26 يناير 2022
(مخطط لمدينة أور في جنوب العراق في القرن السادس قبل الميلاد)
+ الخط -

في كتابه "فلسفة ونشأة المتاحف" الذي صدر حديثاً عن "دار نشر جامعة قطر"، يقدّم الباحث المصري محمد جمال راشد قراءة في فلسفة المُتحف، والتطور الذي مرّ به عبر تاريخ نشأته منذ إرهاصاته الأولى في العالم القديم. 

ويؤصل الوظائف الرئيسة للمُتحف التي بدأت قبل نشأته بعشرات القرون، منذ ظهور ثقافة الاقتناء والحفظ للمقتنيات الفنية والدينية في المعابد المصرية القديمة، وتوظيف أفنيتها لعرض فنون النحت المختلفة، مروراً بأول صور عُرفت للمتحف في مدينة (أور) العراقية خلال عصر الأسرة البابلية الثانية في القرن السادس ق.م؛ ثم (موزين) الإسكندرية في القرن الثاني ق.م، وصولاً إلى أقدم مُتحف معروف استناداً إلى الأدلة التاريخية، وتأصيل نشأته في العصر الحديث تطوراً عن ذات الفكرة. 

ويستعرض أستاذ علم المتاحف تكوين المجموعات الخاصة "حجرات الثمائن" التي اشتهرت بها أوروبا، وتحول هذه المجموعات من الخاصة إلى العامة تحقيقاً لفكرة الإتاحة للمجتمع، والتطور السريع في دور المُتحف في العقود الأخيرة إلى فضاء للتواصل ودمج المجتمع وتعضيد الهوية، والثراء والتنوع غير المسبوق في الأدوار التي يلعبها المُتحف في سبيل تنمية المجتمع في الحاضر والمستقبل. 

غلاف الكتاب

ويشير راشد في تقديم الكتاب إلى أن التطور الواسع الذي يشهده المُتحف اليوم في عالم متغير يجعل من الصعوبة بما كان الوقوف على تعريف محدد جامع للمتحف، وعليه يمتد الهدف من العمل إلى محاولة فهم هذا التطور، ومدى أثره إيجاباً أو سلباً على المتحف والمجتمع. 

وينتقل المؤلف إلى بحث فلسفة المُتحف، والخوض في دروبها بداية من مناقشة تعريف المُتحف، وتفسيره، وإشكالية تحديثه في ظل تحديات المجتمع المعاصر؛ والوظائف الأساسية المنوط بها المُتحف، وتأصيلها في ضوء ميثاق المجلس الدولي للمتاحف للآداب والأخلاقيات المهنية للمتاحف. ويبحث – كذلك - عدداً من القضايا موضع الجدال على مسرح العمل المتحفي، ولا سيما المتحف كمؤسسة غير ربحية، في ظل تزايد النداءات بضرورة التغاضي عن هذه السمة، وقبول فكرة أن يكون - هادفاً إلى الربح -  لما يمكن أن يحققه المُتحف من تنمية استثمارية واقتصادية دون الإخلال بدوره تجاه المجتمع. ويبحث كذلك التحديات التي تواجهها المتاحف في ظل أزمنة وباء كورونا. 

ينقسم الكتاب إلى بابين: الأول حول نشأة المتاحف، ويضمّ أربعة فصول تناقش الإرهاصات الأولى للمتحف في الحضارات القديمة، ونشأة المتاحف في العصر الحديث، وتاريخ المتاحف في العالم العربي، وأقدم وأهم المتاحف العربية وأهم ملامحها، بينما يستعرض الباب الثاني الذي يشتمل على خمسة فصول تعريفات المتحف المتعدّدة، والمقصود من كون المتحف مؤسسة غير هادفة إلى الربح، ووظائف المتحف، وفلسفة كلّ من هذه الوظائف، واستعراض لعلم المتاحف الحديث وأثره على تطور المتحف ودوره تجاه المجتمع وتنميته والعلوم ذات الصلة.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون