محمد اليانقي.. رحلة مع الخزف والحروفيات

09 مايو 2022
من المعرض
+ الخط -

يتصدّر الفنان التشكيلي التونسي محمد اليانقي (1943)، إلى جانب فنانين مثل رضا بن عرب والهاشمي الجمل، مشهد الخزف في البلاد، حيث أكمل دراساته العليا في إسبانيا خلال سبعينيات القرن الماضي، وعاد منها ليقيم أوائل معارضه في تونس العاصمة.

وكان قد درس الفنون الجميلة على يد عدد من الرواد، منهم الهادي التركي (1922 – 1919)، وصفية فرحات (1924 – 2004)، وعبد العزيز القرجي (1928 – 2008)، حيث قدّم مشروع تخرّجه من "معهد الفنون الجميلة" في تونس حول الخط العربي في الفنون التشكيلية الإسلامية.

"لوح ولوحة"، عنوان معرض اليانقي، الذي افتتح أول أمس السبت في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" بالعاصمة التونسية، ويتواصل حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، بتنظيم من "المركز الوطني للخزف الفني/ سيدي قاسم الجليزي" بالشراكة مع "المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر" و"دار الفنون".

المعرض الذي سيتنقّل بين ثلاث فضاءات هي "رواق خزفيات و"كونسابت ستور/ سماح حباشي" و"رواق مقام"، يأتي بعد انقطاع اليانقي لسنوات طويلة عن عرض أعماله التي تتنوّع بين الرسم والسيراميك والحروفيات، حيث تشكّل الكتابة عنصراً أساسياً في تجربته ضمن رؤيته لاستعادة الموروث الثقافي بجذوره الحضارية المتعددة.

وتشير الناقدة والباحثة التونسية مبروكة بوهودي إلى أن الأعمال الخزفيّة لليانقي "تميّزت بقيمتها الجماليّة، التقنية والفكريّة، نظراً لتجذرها العميق في الاكتشاف والتجريب. وكان ولم يزل هذا الفنان يحاول اقتراح أنماط وأساليب من الصياغات الفنية بما يسمح له بالعثور على مفردته التي يستطيع بها وعبر أشكاله الفنية أن يكون قادرا على تكريس هويته أولاً، ومن ثم مفردات حالات التأثير والتأثر من الطبيعة الخام ومظاهرها التي كرست خصوصيّة ومحليّة الخزف التونسي المعاصر".

وتوضّح أنه لم یكتف بمسألة البناء الكتلي أو مزج الحرف ضمن عجینة الطین المحروق والمزجج، ولكنه یھتم أيضاً بإثراء المشھد البصري العام لكافة المسطحات المؤلفة لأعماله من خلال معالجة الملامس الناتئة والغائرة، والتي تساهم في إضفاء جمالیّة على مسطحات القطع الخزفیّة المتمیزة، وقد نجد من خلالھا تباینات بین مسطح وآخر من حیث اللون أو الملمس أو طریقة المعالجة في سعي منه لتحقیق خصوصیة تساھم في منح كل قطعة من القطع الخزفیة دلالاتھا الفلسفیة ومضامینھا الفكریة قادرة على مخاطبة ذھنیة المشاھد.

يُذكر أن محمد اليانقي زاوج بين التدريس والممارسة الفنية لعدّة عقود، وأقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في مصر والمغرب والإمارات وفرنسا وإسبانيا بالإضافة إلى تونس، وترك تأثيره على العديد من الفنانين في بلاده.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون