"باعتبارنا فنّانين وعاملين ثقافيّين وأكاديميّين، فإننا نقف وندعم بقوة النضال الفلسطيني من أجل الحرية، وضدّ جميع أشكال الفصل العنصري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري والتطهير العرقي"؛ خلاصةٌ وقّع عليها أكثر من أربعة آلاف فنان وكاتب وأستاذ جامعي وعامل في قطاع الثقافة بكندا، في رسالة مفتوحة نُشرت منذ أيام.
لم يكتف الموقّعون بإدانة الانتهاكات الصهيونية في غزّة اليوم، بل جاء في رسالة "فنانون من أجل فلسطين - كندا" التي تم نشرها بالكامل باللغتين الإنكليزية والفرنسية "نحن ندرك أن أحداث (7 تشرين الأول/ أكتوبر) لم تحدث من فراغ"، إذ تشير إلى أنه "على مدى عقدين من الزمن، احتجزت إسرائيل الفلسطينيين في غزة تحت الحصار، في سجن مفتوح، وأخضعتهم لمجازر وحشية واختبارات للأسلحة؛ وحرمانهم من السِّلع الأساسية والغذاء والمياه النظيفة والأدوية والمستلزمات الطبّية".
يتعهّد الموقّعون على الرسالة برفض الدعوات لتمويل من المؤسسات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية
وأوضحت أنه "في الأسابيع الأخيرة، منذ هجوم حركة حماس المسلّحة الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي، شنّت إسرائيل وابلاً من الغارات الجوّية وحصاراً كاملاً على قطاع غزة الذي يسكنه حوالي 2.3 مليون شخص، نصفُهم من الأطفال، يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 18 عاماً".
ويتعهّد الموقّعون على الرسالة برفض الدعوات لتمويل من المؤسسات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية، التزاماً منهم بالقانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان، لافتين إلى أنه منذ عام 2000، اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 135,000 فلسطيني، من بينهم 21,000 طفل فلسطيني ومئات الأكاديميين والفنانين والصحافيين والمُدافعين عن حقوق الإنسان والبرلمانيين.
وتابعوا "ولا تزال الاحتجاجات السلمية تُقابَل برصاص القنّاصين الإسرائيليين، إذ يتم استهداف الصحافيين الفلسطينيين لأنهم يقدّمون لنا أخباراً على أرض الواقع، كما هو الحال مع مُراسِلة 'قناة الجزيرة' شيرين أبو عاقلة، التي أُصيبت برصاصة في رأسها على يد القوات الإسرائيلية أثناء تغطيتها لهجماتها على مخيّم جنين للاجئين العام الماضي".
ونبّهت الرسالة إلى أنّ المتضامنين مع فلسطين والفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، يتعرّضون للتجريم والترهيب والسجن، ويواجهون مستويات غير مسبوقة من العنصرية المناهضة للفلسطينيين والتحريض على العنف.
نبّهت الرسالة إلى أنّ المتضامنين مع فلسطين والفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، يتعرّضون للتجريم والترهيب
وأضافت "هذا العام، نفّذت حكومة اليمين المتطرّف في 'إسرائيل' سياسة إجرامية شرعت بمداهمات المدن والقرى الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس، حيث وصلت إلى مستوى قياسي من القتلى والاعتقالات الفلسطينية دون تهمة أو محاكمة. لقد فهم العالم أجمع في حالة أوكرانيا أن مقاومة الاحتلال العسكري أمر مبرّر. وهو في الواقع حقّ يكفله القانون الدولي. إن رد الفعل المُسلّح من قبل الفلسطينيين في غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هو نتيجة لعقود من المعاملة القاسية والقمعية".
وعبّر الموقّعون عن الشعور بخيبة الأمل والخجل من ردّ فعل الحكومة الكندية والممثلّين المنتخبين والمؤسسات في كندا، الذين أعربوا مرة أُخرى عن دعمهم الساحق لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وإضفاء الشرعية على القصف المستمر لغزة وتصعيد العنف العسكري في الضفة الغربية.
وخُتمت الرسالة بالقول "من خلال فهم الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية لكندا وأسسها على سرقة أراضي وحياة السكان الأصليين، فليس من المستغرب تماماً أن تُدافع كندا عن الحصار والقتل وسرقة الأراضي، ما خلق جوّاً من العنصرية المتزايدة والترهيب والخوف من الفلسطينيين ومؤيّديهم في مستعمرة كندا الاستيطانية".