"متوسط ألبير كامو": كاتبان عربيان في القائمة النهائية

01 ابريل 2024
منى حاطوم، لحظة استلامها الجائزة في دورة عام 2018
+ الخط -
اظهر الملخص
- تأسست جائزة "متوسط ألبير كامو" في 2016 بمبادرة من مؤسسات ثقافية لتكريم الشخصيات التي تعزز قيم الحب والعدالة في منطقة البحر المتوسط، مستلهمة من علاقة الكاتب ألبير كامو بالمتوسط.
- تُمنح الجائزة كل عامين وتُعد حدثًا ثقافيًا بارزًا، حيث تجمع مثقفين لمناقشة التحديات الثقافية والفكرية، وقد تم تكريم شخصيات مثل إدغار موران ومنى حاطوم.
- الدورة الحالية تضم ترشيحات لست شخصيات ثقافية، بما في ذلك كاتبين عربيين، مما يبرز الطابع الشامل للجائزة ودورها في تعزيز الحوار والتفكير النقدي حول قضايا المتوسط.

في عام 2016 قرّرت مؤسّسة "Trobades Literaries Mediterranies" (لقاءات المتوسط الأدبية)، وبلدية سانت لويس في جزيرة منورقة الأندلسية الإسبانية الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، ومؤسّسة "ألبير كامو" في الجزيرة، إنشاء جائزة تعبّر عن علاقة الكاتب والروائي الفرنسي (صاحب "نوبل للآداب" عام 1957) بالمتوسط، باعتبار أنّ عائلته من طرف أُمّه كانت من الجزيرة، إضافة إلى تسليط الضوء على منورقة، بوصفها مكاناً للتمازج الثقافي والإبداعي والحضاري.

وبالفعل في عام 2017، تأسّست جائزة "متوسط ألبير كامو" Premi Mediterrani Albert Camus التي تمنح إلى شخصية ثقافية، كل عامين، من حوض البحر المتوسط، أسهمت من خلال كتابتها الإبداعية في نشر قيم الحب والعدالة والحرّية والمساواة في مجتمعات البحر المتوسط، على هامش لقاءٍ سنوي بين مثقفين ومبدعين وكتّاب وفنانين وموسيقيين ومصورين من مختلف بلدان العالم، في جزيرة منورقة المتوسطية، لمناقشة التحدّيات التي تتعرض لها مجتمعات البحر الأبيض المتوسط، وخلق مساحات حُرّة تقوم على أساس المعرفة المتبادلة والعدالة والحرية.

مُنحت سابقاً إلى إدغار موران ومنى حاطوم وماتياس إينار 

تحوّلَ اللقاءُ السنوي إلى حدث فكري متوسطي استقطب أسماء بارزة في عالم الفكر والشعر والآداب والفنون والموسيقى من مختلف بلدان العالم، وصارت جائزة "ألبير كامو المتوسطية" التي تُمنح خلال اللقاء، كل عامين، إلى شخصيّة في مجالات الفكر والفن والأدب، من أبرز الأحداث الثقافيّة على ضفّتي البحر المتوسط الشرقية والغربية. 

بين الثالث والخامس من مايو/ أيار المُقبل، سيجري الإعلان عن جائزة "متوسط ألبير كامو" التي ستمنح هذا العام، على هامش اللقاء السنوي، لشخصية واحدة من بين ست شخصيات ثقافية وصلت إلى اللائحة النهائية من تخصّصات متنوّعة هي: الفكر، والأدب، والصحافة، والفنون التشكيلية، والفنون البصرية، والموسيقى. وستختار لجنة الجائزة المُؤَلّفة من نقاد وكتّاب وشعراء شخصيّة واحدة في حقل من حقول الإبداع هذه.

ولعل الحدث الأبرز هذا العام هو أنّ القائمة النهائية للجائزة المتوسطية ضمّت كاتبين عربيّين، هما الزميل الشاعر الفلسطيني نجوان درويش عن فئة الأدب، والزميلة الكاتبة الصحافية والروائية سمر يزبك عن فئة الصحافة. أما المرشحون الآخرون فقد كانوا الموسيقية الإسبانية سيلفيا بيريز كروز عن فئة الموسيقى، والفيلسوف والمفكر الكاميروني أشيل مبيمبي عن فئة الفكر، والفنان الفرنسي من أصل جزائري قادر عطية عن فئة الفنون التشكيلية، والفنان التشيلي ألفريدو جار عن فئة الفنون البصرية. وسيتم الإعلان عن الفائز من بين هذه الشخصيات آخر أيام اللقاء، والذي يأتي بعنوان "إعادة التفكير في العالم".

تُمنح كل عامين، وتُرشّح ست شخصيات إلى القائمة النهائية

أسماء كبيرة نالت هذه الجائزة، فقد مُنحت في دورتها الأولى عام 2018 للفنانة اللبنانية الفلسطينية، بريطانية الجنسية منى حاطوم (1952) عن فئة الفنون التشكيلية، وفي دورتها الثانية عام 2020 منحت للفيلسوف الفرنسي إدغار موران (1921) في حقل الفكر. أمّا نسختها الثالثة عام 2022، فكانت من نصيب الروائي الفرنسي ماتياس إينار (1972) عن فئة الأدب، وهي الدورة نفسها التي حضر بين مرشحي قائمتها النهائية اسم الفيلسوفة الأميركية جوديث بتلر.

إضافة إلى الشخصيات الست التي تصل إلى القائمة النهائية للجائزة كل عامين، جرت العادة أن تجري دعوة العديد من الشخصيات الأدبية والشعراء والروائيين والمفكرين والمبدعين من التخصصات كافّة. وستشهد دورة هذا العام، على سبيل المثال، حضور الفيلسوف الإسباني خافيير غوما، والكاتبة السنغالية ن. جون بول، والعازف البرازيلي لييف.

في ظلّ ما تشهده منطقة البحر الأبيض المتوسط من حروب استعمارية جديدة وديكتاتوريات وإبادات تتجسّد في شكلين: الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزّة، وموت المهاجرين بين أمواجه التي تتلاطم، تشكّل هذه الجائزة، بحسب القائمين عليها، دعوة إلى تأسيس ثقافة جديدة، قائمة على أساس الحرية والعدالة والقيم الإنسانية.  
 

أصدقاء لغتنا
التحديثات الحية
المساهمون