"متحف متروبوليتان للفنون": شراكة مع الاحتلال

26 مارس 2024
متظاهرون مؤيدون لفلسطين أمام "متحف متروبوليتان" بنيويورك أول أمس (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مئات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين تجمعوا أمام متحف متروبوليتان في نيويورك، مرددين شعارات تطالب بإنهاء العدوان على غزة وتحرير فلسطين، في ظل الهجمات المستمرة منذ نحو ستة أشهر.
- المحتجون عرضوا بطانية مرقّعة تحمل عنوان "من الاحتلال إلى التحرير"، تضم أعمالاً فنية تعبر عن الهوية الوطنية الفلسطينية وتكريماً للشاعر الفلسطيني رفعت العرعير، بالإضافة إلى تمثال "حصان جنين".
- الاحتجاج يأتي في سياق دعوات واسعة للتضامن مع فلسطين، بما في ذلك تقديم عرائض لمؤسسات فنية ومطالبة متحف متروبوليتان باتخاذ موقف يدعم وقف إطلاق النار ويشجب استهداف المواقع التراثية الفلسطينية.

"فلسطين حرة" و"كم طفلاً قتلت إسرائيل اليوم؟"، بهذه الشعارات هتف مئات المتظاهرين من النشطاء المؤيدين لفلسطين، أول أمس الأحد، في وقفتهم التضامنية أمام "متحف متروبوليتان للفنون" في نيويورك، مطالبين بإنهاء العدوان على غزّة الذي يتواصل منذ قرابة ستّة أشهر.

رفع المحتجون بطانية كبيرة مرقّعة تحمل عنوان "من الاحتلال إلى التحرير"، وتتكوّن من خمسة وستين عملاً لفنانين مجهولين، تظهر فيها بوضوح رموز تعبّر عن الهوية الوطنية الفلسطينية، وفاكهة البطيخ التي صارت رمزاً لألوان العلم الفلسطيني، وبورتريه للأكاديمي والشاعر الفلسطيني رفعت العرعير (1979 - 2023) الذي استشهد في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في غارة إسرائيلية استهدفته في شمال غزّة.

كما تضمّن أحد الأعمال الفنية رسماً لتمثال "حصان جنين" الذي نفّذه الفنان الألماني توماس كيلبر بالتعاون مع مجموعة من أطفال مخيّم جنين عام 2003 حيث تمّ صنعه من بقايا سيارة إسعاف قصفها الاحتلال إبان اجتياح جنين، قبل أن يقوم جنوده بإزالة التمثال للمرّة الثانية في الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

 

رفع المتظاهرون أعمالاً فنية تدعم حقّ المقاومة الفلسطينية

على المدخل الرئيسي للمتحف، مدّ المتظاهرون البطانية، حاملين لافتات كُتب عليها: "نرى إبادة جماعية"، و"دعوا غزة تعيش"، و"لا أحد منا حرّ حتى تتحرّر فلسطين". كما أعلنوا عن إتاحة الأعمال الفنية مطبوعةً عبر الإنترنت، على أن تذهب جميع العائدات إلى "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، التي أوقفت الولايات المتحدة وبلدان أوروبية أُخرى دعمهم السنوي لها، فور إعلان "محكمة العدل الدولية" أن "إسرائيل ربما ترتكب إبادة جماعية"، نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.

كما وُزّعت كتيّبات تحثّ على "التخلّي عن الفنون الجميلة للإمبريالية"، والتي احتوت على مقالات تُبيّن دور المتحف في دعم هياكل السلطة الاستعمارية، منذ أن تأسّس على أرض "لينابي" بنيويورك التي طُرد منها السكّان الأصليون، بالإضافة إلى علاقة المتحف الوثيقة بالاحتلال الإسرائيلي عبر أعضاء مجلس الأمناء والمانحين، وتحديداً أسماء مثل مايكل ستينهاردت، ورونالد س. لاودر، وتيد بيك.

ولفتت الكتيّبات التي وُزّعت على الزوّار إلى صمت المتحف تجاه الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزّة، ودعمه الصريح لعمليتها العسكرية ضدّ "حركة حماس"، داعية إلى عالم تسود فيه العدالة.

ويأتي الاحتجاج بعد نحو أسبوعين من تسليم مجموعة Workers For Palestine التي تتكوّن من مئة وثمانية وخمسين عاملاً ومتطوّعاً "متحف متروبوليتان" رسالة موقّعة منهم إلى مدير المتحف ورئيسه التنفيذي، تدعوه لاتخاذ موقف علني يدعم وقف إطلاق النار في غزّة، ويشجب استمرار جيش الاحتلال باستهداف وتدمير المواقع التراثية الفلسطينية.

تندرج الرسالة التي طالبت أيضاً بعرض مجموعتها الفنية الفلسطينية بشكل أوسع، في سياق تقديم عرائض مماثلة من قِبل عاملين في مؤسسات فنّية عدّة في الولايات المتحدة، منها "متحف بروكلين" و"متحف الفنّ الحديث"، وكان الأخير قد أغلق في منتصف الشهر الماضي صالات عرضه أمام الجمهور، بعد أن سيطر المئات من المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين على فضاءات داخل المتحف اعتراضاً على انخراط أعضاء بمجلس الأمناء في تمويل الكيان الصهيوني.

المساهمون