"متحف الفن الإسلامي": ثلاثة معارض مؤقتة

"متحف الفن الإسلامي": ثلاثة معارض مؤقتة

29 ديسمبر 2022
"متحف الفن الإسلامي" بالقاهرة عند تأسيسه عام 1903)
+ الخط -

في عام 1869، كلّف الخديوي إسماعيل مدير القسم الفني في إدارة الأوقاف المصرية يوليوس فرانتز، آنذاك، بتخصيص بناء حكومي صغير في صحن جامع الحاكم يضم التحف التي يستطيع جمعها من المساجد والدور القديمة، أطلق عليه اسم "المتحف العربي".

وتم افتتاح المبنى الحالي للمتحف بميدان باب الخلق في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني تحت اسم "دار الآثار العربية"، وكان ذلك في الثامن والعشرين من كانون الثاني/ ديسمبر عام 1903، وصمّمت واجهته على نسق واجهات العمارة المملوكية إلى أن تم تغيير اسم الدار إلى "متحف الفن الإسلامي" عام 1952.

انطلقت مساء أمس الأربعاء احتفالية بمناسبة مرور 119 عاماً على افتتاحه، والتي تضمّنت ندوة بعنوان "متحف الفن الإسلامي 119 عاماً  من الريادة"، تم تنظيمها بالتعاون مع "الجمعية المصرية للدراسات التاريخية"، للإضاءة على دور المتحف من خلال تناول موضوعات مثل منشورات ومطبوعات المتحف، ودَور النشر العلمي في الكشف عن وظيفة بعض مقتنيات المتحف، والاستدامة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

كما عقدت ندوة أُخرى بعنوان "فن الإسلامي 119 عاماً من الإبداع والعمل"، لاستعراض مقتنيات المتحف التي تضمّ مجموعة من المخطوطات والتحف في الطب والجراحة والأعشاب، وأدوات الفلك من الإسطرلابات والبوصلات والكرات الفلكية، وفي مجال الفنون الفرعية التي تُمثّل مستلزمات الحياة من الأواني المعدنية والزجاجية والخزفية، والحلي والأسلحة والأخشاب والعاج والمنسوجات والسجاد وغيرها.

الصورة
(من داخل المتحف)
(من داخل المتحف)

إلى جانب تنظيم ورشات رسم لأهم مقتنيات المتحف، ومسرحية فنية باستخدام عرائس الماريونيت تحكي قصة إنشاء المتحف بسرد قصصي، وفقرات فنية متنوعة تضمّنت فقرة إنشاد ديني للمُنشد محمود ياسين التهامي، وحفل غنائي قدّمه كورال "جامعة عين شمس".

وافتتحت أيضاً ثلاثة معارض مؤقّتة؛ معرض أثري بعنوان "رحلتنا: 119 عاماً من الإبداع والتميّز"، اشتمل مجموعة من الصور الأرشيفية والكتب التاريخية والقطع الأثرية التي تعبّر عن موضوعات متعدّدة مرتبطة بالحضارة الإسلامية، ومنها مصحف شريف مكتوب على جلد غزال بالخط الكوفي يرجع للعصر الأموي، وإبريق مصنوع من البرونز المصبوب يُنسب إلى الخليفة الأموي مروان بن محمد؛ آخر خلفاء بني أمية، وقدر من الخزف المعروف باسم خزف الفيوم يرجع للعصر الفاطمي، ودينار من الذهب باسم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، ومفتاح باب الكعبة يرجع إلى العصر المملوكي باسم السلطان الملك الأشرف شعبان بن السلطان الناصر حسن من البرونز المغطّى بالفضّة.

كما تُعرض مشكاة من الزجاج المموّه بالمينا ترجع إلى العصر المملوكي باسم الأمير شيخو الناصري، ونسيج من الحرير المزخرف بكتابات بخطّ الثلث نصُّها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، مكرّرة في أشرطة متموّجة ترجع إلى العصر العثماني اسُتخدمت كجزء من غطاء قبر الرسول، أو ربما اسُتخدمت كجزء من الستارة الداخلية للكعبة المُشرّفة، وباب من الخشب المصفّح بالفضة يرجع إلى عصر أسرة محمد علي.

وانطلق معرض "اقرأ وربُّك الأكرم"، الذي يضمّ مئة لوحة من فنون الخط العربي بالعالم الإسلامي، بمشاركة فنانين للخط العربي من دول عديدة مثل تايلاند والهند والصين واليابان والعراق ومصر وغيرها من الدول، ومعرضاً ثالث يتضمّن سبعة نماذج لمستنسخات من القطع الأثرية المعروضة بالمتحف، تم تنظيمه بالتعاون مع "بيت جميل للفنون التراثية" و"صندوق التنمية الثقافية"، وتستمرّ المعارض حتى نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل.
 

المساهمون