مبارك حمودي.. رسوم من السودان

24 سبتمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يركّز الفنان التشكيلي السوداني المقيم في الولايات المتحدة، مبارك حمودي (1944)، على ثيمات أساسية تتعلّق بمشاهد من الطبيعة في بلاده، وبورتريهات لأناس من شرائح وطبقات مختلفة، ومعمار المدن والقرى في السودان، سواء في رسوماته على الجلد أو بالحبر الأبيض والأسود أو أعماله التركيبية.

"الفن الأفريقي وحكايات من السودان" عنوان معرضه الذي افتتح في الرابع من الشهر الجاري في فضاء "بندربروك كلوب هاوس" في ولاية فرجينيا الأميركية ويتواصل حتى الإثنين المقبل، ويتضمّن مجموعة من رسوماته المستمدّة من طبيعة دارفور في غرب السودان.

(من المعرض)
(من المعرض)

يضيء حمودي التنوّع الاجتماعي والثقافي في الإقليم الذي يبعد حوالي سبعمئة كيلو متر عن الخرطوم، حيث يرصد طقوس قبائل البقارة التي تنتشر في المنطقة الواقعة بين الحدود الإثيوبية والإريترية مع السودان وحتى أطراف حدودهما مع النيجر وتشاد ونيجيريا، حيث يظهر أفراد منها في رقصتهم المعروفة بـ"المردوم"، وفيها تغني النساء يصوت غير مفهوم يشبه هديل الحمام، ويردّد خلفهن الرجال بصوت أعلى، بمرافقة الرقص على آلاتهم التقليدية.

كما تتناول لوحات أخرى أزياء نساء القبيلة اللواتي يرتدين تنورة وإزاراً يلفّ الجسد، أو فساتين ملوّنة ليست طويلة تتناسب مع طبيعة الأعمال المنزلية وكذلك مشاركتهن في رعاية الإبل أو نقل المياه أو بناء المنازل وغيرها، كما تظهر حليّ وأقراط تُصنع من الذهب أو الفضة وكذلك الأوشام على وجوههن.

(من المعرض)

ويُبرز حمودي أيضاً عادات وتقاليد قبائل الدينكا في جنوب السودان والتي تعتمد على رعي قطعان الماشية قرب الأنهار خلال موسم الجفاف، كما يزرعون التبغ والحبوب في مواسم المطر، وأزيائهم حيث يرتدي الرجل "اللاوا" وهو قماش ملون يلّف أجسادهم بطريقة معينة، إلى جانب بورتريهات لأناس من مناطق وسط وشمال وشرق السودان.

في أعماله التركيبية، يرسم الفنان فوق سبع قطع خشبية بارتفاعات مختلفة، أشكالاً آدمية وحيوانية وطيوراً مرزكشة بالريش الملّون، وتثبّت القطع فوق الحائط، وتحتوي بعض الرسومات على معمار مناطق سودانية مختلفة ومنها بيوت الطوب التي تتكوّن من ثلاثة طوابق بنوافذ وأبواب ذات أقواس.

يخصص حمودي جانباً من معرضه لمناظر الطبيعة، حيث يحضر في لوحة فتى يرعى قطيعاً من الماعز، وفي ثانية مجموعة من الصيادين في مراكبهم الطافية فوق نهر النيل، وفي أخرى نساء يحملن جرار الماء فوق رؤوسهن.
 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون