ماسيمو سافيتش: انطفاء نجم أضاء الموسيقى الكرواتية

06 يناير 2023
ماسيمو سافيتش خلال حفل يعود إلى عام 2013 (ويكيبيديا)
+ الخط -

في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، صعد المغنّي الكرواتي ماسيمو سافيتش إلى خشبة صالة "أرينا زغرب"، في عاصمة بلاده، كما لم يسبق له أن صعد من قبل. ذلك أنه لم يكن وحيداً، بل يرافقه طبيبٌ وفريقٌ طبّي ظلّوا يراقبون حالته من وراء الكواليس.

لم يكن الجمهور، الذي ملأ صالة تفوقُ طاقتها الاستيعابية 22 ألف شخص، يعرف شيئاً يمكن ذِكْرُه عن مرض سافيتش، الذي كان يُعاني من سرطان في الرئة. غنّى سافيتش، بهدوء، وغنّى معه الجمهور، ثمّ ودَّعهم، دون حاجة لتدخّل الأطباء.

يوم الثلاثاء الماضي، جرى تشييع المغنّي الكرواتي في مدينة زادار، بعد أن غادرت الحياةُ جسدَه في الثالث والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لتخسر كرواتيا واحداً من أبرز فنّانيها وأكثرهم حظوةً بمحبّة الجمهور. محبّة واستماعٌ يتجاوزان حدود بلده إلى البلدان المجاورة، التي كانت في يوم من الأيام جزءاً من يوغسلافيا.

وُلد ماسيمو سافيتش في مدينة بولا (شمال غرب) المطلّة على البحر الأدرياتيكي، عام 1962. تنقّل في طفولته، مع عائلته، بين مدن بلاده وإيطاليا وأستراليا، قبل أن يستقرّ في العاصمة زغرب ويُنهي دراسته هناك.

لم يتأخّر الفنان الراحل في معرفته للأضواء والشُّهرة، إذ حدث ذلك منذ تجربته الأولى، عام 1983، مع فرقته "دوريان غراي"، إحدى أكثر الفرق الموسيقية شهرةً وحضوراً في الثقافة اليوغسلافية في ثمانينيات القرن الماضي.

سيُصدر سافيتش، مع "دوريان غراي"، ألبومين ("يُضيء في العتمة"، 1983، و"من أجل عيونكم"، 1985)، قبل أن تنحلّ الفرقة عام 1986 بسبب مشاكل متعلّقة بالإنتاج. ولن تنفع في شيء محاولة إعادة إحيائها، منتصف التسعينيات، مع ألبوم ثالث ("دوريان غراي"، 1997).

على أنّ صاحب ألبوم "العناصر" (1992) لم يعُد، منذ 1986، بحاجة إلى فرقته ليجد طريقه إلى الجمهور، حيث انطلق في تجربة فردية، كمغنٍّ وملحّن، منذ العام التالي، 1987، الذي شهد صدور ألبومه الخاصّ الأول، "غريبٌ في الليل"، ليشهد كلٌّ من الأعوام الأربعة اللاحقة صدور ألبومات جديدة له. 

ومع رحيله، كان أرشيفه الموسيقي يضمّ 17 ألبوماً، بعضُها من أشهر ما عرفته الموسيقى في كرواتيا وأكثرها مبيعاً. كما أن سافيتش يُعَدّ من أكثر مغنّي بلاده فوزاً بجائزة "بورين" الموسيقية، المرجعية في كرواتيا، والتي نالها 9 مرّات عن أدائه لأغنياتٍ عدّة، بين عامَي 2004 و2016.

بُعيد رحيل سافيتش، كتب صديقه، الإعلامي رومانو بولكوفيتش، مستعيداً حفله في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي: "ماسيمو كان عارفاً بذلك، بأن حكايته ستبدأ هناك لأنها ستنتهي هناك. أحيا في تلك الليلة حفل حياته رغم النزيف الذي كانت تعاني منه رئتاه".

المساهمون