مارينا أبراموفيتش.. أخطاء عشوائية تصنع فنّاً

14 سبتمبر 2023
من عرض "الحاضر" (2017) لمارينا أبراموفيتش
+ الخط -

الأخطاء العشوائية كما تسميها الفنانة الصربية مارينا أبراموفيتش (1946)، أثناء تقديمها أول عرض أداء لها، جعلتها تغادر الرسم وتتجه نحو المسرح والصورة والفيلم، لكن الأهمّ من ذلك كله التعامل مع جسدها باعتباره وسيطاً فنياً تخلق من خلاله وحدة في الزمن بين الماضي والحاضر.

الإحساس بالحرية المطلقة عبر جسد لا حدود له، لا حدود لألمه وتحمّله، قادها إلى حياة مختلفة، حيث حظيت بحضور لافت كنجمة حققت عروضها انتشاراً واسعاً منذ الثمانينيات، وكذلك تنظيراتها حول تعبيراتها المتطرفة في التعبير عن مشاعرها على الخشبة، وحدود الوعي بالجسد وإمكانياته.

بعد تأجيله لثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، يُفتتح مساء السبت، الثالث والعشرين من الشهر الجاري، في "الأكاديمية الملكية للفنون" بلندن معرض استعادي لأبراموفيتش والذي يتواصل حتى الأول من كانون الثاني/ يناير من العام المقبل.

الصورة
من فيلم "البلقان الباروكي" (1997)
من فيلم "البلقان الباروكي" (1997)

يضمّ المعرض مختارات من أعمال الفيديو والتركيب والصور الفوتوغرافية والأداء التي قدّمتها الفنانة خلال خمسين عاماً، التي اختبرت خلالها حدود تحمّلها العقلي والجسدي حيث تعود إلى عرضها "إيقاع 0" الذي قدّمته لأول مرة في منتصف السبعينيات، وطالبت الجمهور بضربها أو عقابها باثنتين وسبعين أداة وعنصراً كانت موجودة في القاعة لمدّة ستّ ساعات، حيث أخرجت رغبات عدوانية كامنة في أنفسهم.

تضمّنت سلسلة أعمالها التي حملت عنوان "إيقاع" (خمسة عروض منفصلة) تجارب متعدّدة تتصل بالتنفس ونقص الأكسجين أو بجرح أجزاء من جسدها بعشرين ضربة بسكين وقامت بتسجيلها، وإعادة الاستماع إلى التسجيل أكثر من مرة، في محاولة للإحساس بالألم وصوت الطعنة بطريقة يتوازى فيها الماضي والحاضر.

الصورة
من سلسلة "وعيوني مغمضة أرى السعادة" (2012)
من سلسلة "وعيوني مغمضة أرى السعادة" (2012)

يضيء المنظّمون جانباً من الحياة الشخصية لأبراموفيتش التي لا يمكن فصلها عن فنّها، والتي تناولتها في أكثر من عمل لها، وتحدثت عنها مطولاً في مذكراتها التي أصدرتها عام 2016 بعنوان "المشي عبر الجدران"، المتعلّقة بنشأتها في يوغسلافيا الشيوعية لأبوين حصلا على وظائف عليا بسبب تضحياتهما في الحرب العالمية الثانية، وبالتناقضات بين المثل التي نادى بها الشيوعيون وبين الواقع الذي عاشه اليوغسلافيون آنذاك.

ويُعرض أيضاً فيلمها "البلقان الباروكي" (1977)، الذي تصف فيه العقل البلقاني بالتطرف الدرامي في التعبير وإظهار عواطفه، وتعلّق فيه حول حروب البلقان في التسعينيات، إلى جانب عملها الشهير "العشاق، ممشى السور العظيم" (1988)، الذي يصوّر علاقتها العاطفية مع الفنان الألماني أولاي وكانت نهايتها بسيرهما مدة تسعين يوماً على سور الصين العظيم ليلتقيا في نهاية العرض ويعلنان انفصالهما للأبد.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون