مارسيل بروست.. عامٌ كامل من الحضور الإذاعي
لا يُنشَر استطلاعٌ أو قائمةٌ حول أكثر الروايات التي يفضّل الفرنسيون قراءتها إلّا وتأتي "البحث عن الزمن الضائع" (سبعة أجزاء)، لـ مارسيل بروست، من بين الأعمال الأولى التي جرى اختيارها، إن لم تكن على رأسها. ولا تمرّ أيامٌ قليلة من دون أن يكون لبروست حضورٌ في وسائل الإعلام الفرنسية.
هذا الحضور شهد ازدياداً كبيراً في الآونة الأخيرة، مع اقتراب حلول الذكرى المئوية الثانية لرحيل الكاتب الفرنسيّ (1872 ـ 1922)، وهو موعدٌ يبدو أن الصحف والإذاعات وقنوات التلفزة، وحتى أروقة الفن، قد حضّرت له جيّداً، حيث شهدنا في الفترة الأخيرة إنتاج أفلام وثائقية عنه، كهذا الذي ستبّثه بعد أيام قناة "آرتي" الثقافية (فرنسية ـ ألمانية) بعنوان "عالَم مارسيل بروست"، في حين يُطلق "متحف كرنفاليه" في العاصمة الفرنسية معرضاً حول الكاتب بعنوان "مارسيل بروست: رواية باريسية".
على أنّ واحداً من أضخم الأعمال الاحتفائية بذكرى الكاتب الراحل هو البرنامج الذي أطلقته إذاعة "فرانس كولتور" الثقافية، قبل أيام، تحت عنوان "بروست: البودكاست"، وهو عبارة عن سلسلة ستُبثّ بشكل أسبوعي طيلة عام كامل، حتى الثامن عشر من كانون الثاني/ نوفمبر 2022، الذي يصادف ذكرى رحيل بروست المئوية الثانية.
تتناول كلّ واحدةٍ من حلقات البودكاست تفصيلاً من عالم الكاتب الروائي أو من حياته، مستضيفةً كتّاباً ومفكّرين وفنّانين ومخرجين سينمائيين لإغناء الحديث، ولتقديم نظرته إلى منتجه الأدبي وعلاقتهم به. وقد بدأ البرنامج، في الثامن عشر من الشهر الجاري، بإطلاق عدّة حلقات دفعة واحدة تتناول علاقة بروست بالصباح، وهو الذي عُرف بأرقه، أو حضوره كموضوع للدراسة في "كوليج دو فرانس"، أو حتى في العالَم الرقمي اليوم، أو الطريقة التي يحضر الموت بها في أعماله، إضافة إلى العديد من المواضيع.
وقد بُثّت اليوم حلقة طريفة من السلسلة، بعنوان "في البحث عن الاقتصاد عند بروست"، تناولت علاقة الكاتب الفرنسي ورواياته بالمال، حيث جرى التركيز على الكيفية التي تبدو فيها رواية "في البحث عن الزمن الضائع" كمرآة للرأسمالية المبكّرة في فرنسا، كما تعرّض ضيوف الحلقة إلى إرث بروست المالي وإلى كونه شخصاً قليل التدبّر، متوقّفين أيضاً عند العوز الذي عرفه في الجزء الأخير من حياته، وكذلك اضطراره إلى دفع المال مقابل نشر أعماله.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
