لم تعد "مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة" اسماً غير معروف في فضاء النشر الإلكتروني، فصحيح أنّ هذا النوع من النشر لم يترسّخ بعدُ على مستوى الصناعة العربية، إلّا أنّ دَور المؤسسة كان فعّالاً في هذا المجال منذ انطلاقتها الأولى عام 2007، ثم نشرها لمجموعات مثل أعمال عباس محمود العقاد، والنسخ العربية من سلسلة "مقدّمة قصيرة جدّاً".
حقّقت تلك السلسلة حضوراً قوياً من حيث جَمْعِها بين الإيجاز والمعلومة السريعة من جهة، والتقنية الجديدة من جهة أُخرى، ولم تتمّ المؤسسة عامها السادس حتى قدّمت لقارئي العربية اشتغالات طه حسين في ذكرى مرور أربعين عاماً على رحيله.
أثناء هذا كلّه، كانت الإجراءات القانونية التي تتّبعها "هنداوي" مع ورثة الكُتّاب والأدباء، تؤطّر الإصدارات التي تقوم بها، إذ لا يُمكنُ إغفال أنّ عصر المعلوماتية الذي نعيش فيه، أدّى لانتشار ظاهرة "القرصنة"، الأمر الذي شكّل تحدّياً كبيراً لما يعنيه النشر الإلكتروني، أو بالأحرى أي صورة يجب أن يكون عليها.
بمعنى آخر، شكّل وجود منفذ إلكتروني يعمل على ضبط مسألة النشر بما لا يتعارض مع حقوق الناشر الورقي، انتشاراً أسهل للقراءة ودمجها مع ما أنتجته لنا الثورة الرقمية دون تعارض، خاصة مع غلاء الكتاب الورقي، وتراجعه عن قائمة الأولويات الضرورية، لدى شريحة واسعة من الناس.
أوّل من أمس الإثنين، عادت المؤسسة لتعلن عن مشروع جديد؛ فمن خلال حساباتها على وسائل التواصُل الاجتماعي، أصدرت بياناً أوضحت فيه أنها حصلت على "حقّ الإتاحة الإلكترونية المجانية لمؤلّفات الكاتب والأديب المصري توفيق الحكيم (1898 – 1987)".
كما أشار البيان إلى أنّ حق الإتاحة هذا مُحصّل من ورثة الحكيم أولاً، ومن "دار الشروق"، أيضاً، بوصفها مالكة حقوق نشر الأعمال ورقياً وإلكترونياً وصوتياً منذ عشرين عاماً. وبهذا، ستكون مؤلفات صاحب "عودة الروح" (1933) متاحةً للقرّاء تباعاً عبر الموقع الإلكتروني للمؤسّسة، وكذلك على تطبيق "هنداوي كتب".
وقد ذكّرت هذه الخطوة بأُخرى سابقة، أقدمت عليها "هنداوي" في العام الماضي، عندما أعلنت الإتاحة الإلكترونية المجانية لمؤلَّفات نجيب محفوظ، الأمر الذي يُراكم في رصيد العاملين على المشروع، خاصّة مع توجّههم إلى أسماء أثّرت في مجال الآداب العربية خلال القرن العشرين.
من الجدير ذكرُه أنّ توفيق الحكيم قدّم خلال مسيرته أكثر من ستين مؤلَّفاً في أجناس أدبية مختلفة كالمسرح والرواية والقصة والسيرة، إلى جانب المقالات المنشورة في صحف عديدة، كما تُرجمت أعمالُه إلى لغات عدّة، مثل الإنكليزية والفرنسية.