منذ انطلاقته في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، يتواصل العمل المكثّف في إعداد يواصل "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" الذي يسعى إلى تعزيز مكانة لغة الضاد وتوطيدها كلغة للحاضر والمستقبل، بالاستفادة من رصيدها المعجمي الهائل ومنتوجها الإبداعي والفكري والتداولي.
ويجرى الاستعداد للفراغ من المرحلة الثّانية الممتدّة إلى السّنة 500 هجريّاً قصد الانطلاق في معالجة ألفاظ المرحلة الثّالثة الممتدّة إلى عصرنا الحاضر. وفي هذا السياق، تنطلق فعاليات الدورة الثالثة من المؤتمر الدّوليّ للمعجم الذي ينظّمه "معهد الدوحة للدراسات العليا" بالعاصمة القطرية في العاشر من أيار/ مايو المقبل، ويتواصل ليومين.
"معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة وأبعاده العلميّة والحضاريّة" عنوان الدورة الحالية التي تهدف إلى استخلاص جملة من الأبعاد العلميّة والحضاريّة الّتي يُتيحها هذا المعجم للباحثين في صلة الألفاظ بسياقها العلميّ والمعرفيّ الّذي نشأت فيه وتطوّرت، فضلاً عن صلتها بمحيطها الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسّياسيّ الّذي وصفته، وعبّرت عنه تاريخيّاً.
يهدف المؤتمر إلى دراسة الدور الممكن للمعجم في رصد التّأثيرات المتبادلة في مجالات العلوم والحضارة
ويشير بيان المعهد إلى أن "ظهور معجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة في مرحلته الأولى مثّل حدثاً استثنائياً في تاريخ لغتنا العربيّة بوصفه أوّل معجم تاريخيّ يُنجَز"، موضحاً أن من غاياته تقديم معطيات معجميّة ثريّة للباحث يمكن اعتمادها في معرفة المسار التّاريخيّ لاستعمال لغتنا العربيّة في شتّى المجالات. ويعدّ هذا المعجم سِجلّاً مفتوحاً، ذا بناء تراكميّ يُتيح لمن يستعمله أن يرصد التّطوّر الحاصل لمعاني ألفاظ العربيّة ومبانيها عبر الأعصر انطلاقاً من شواهد حيّة، موثّقة من حيث نسبتها وتاريخ استخدامها نشأة وتوسّعاً وبقاءً".
ويهدف المؤتمر الثالث إلى البحث في الأبعاد العلميّة لمعجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة والإمكانات التي يتيحها في إسناد البحث العلميّ اليوم في مختلف مجالات العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة والطّبيعيّة، والبحث في الأبعاد الحضاريّة الواقعية والممكنة لمعجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة ودوره في تعميق النّظر وتجديده في مجال فهم الثّقافة العربيّة وفكرها وأنماط تطوّرها، ودراسة الدور الممكن للمعجم التاريخي للغة العربية في رصد التّأثيرات المتبادلة في مجالات العلوم والحضارة بين العربيّة ونظيراتها، بالإضافة إلى دراسة المنهجية المعتمدة في بناء المعاجم التاريخية ومقارنتها بمنهجية معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.
ويناقش المشاركون ثلاثة محاور أساسية، الأول يتمثّل بالأبعاد العلميّة لمعجم الدّوحة التّاريخيّ للّغة العربيّة (فيما يلي: المعجم) والتي تتعلق بالمعجم والوصف العلميّ للغتنا، والمعجم وتطوّر المفاهيم والمصطلحات، والمعجم والبحث العلميّ، والمعجم وقراءة المنجَز الفكريّ والعلميّ والثّقافيّ العربيّ، والثاني يتصل بمنهج بناء المعجم التاريخي في عرض الألفاظ ومنه بنية المدخل المعجمي وأنواع المعلومات في المعجم، والثالث يبحث الأبعاد الحضاريّة للمعجم والمعجم والتطوّر الاجتماعي وتطوّر ألفاظ الحضارة في المعجم والتّمازج الحضاريّ في المعجم.
ومن شروط المشاركة أن يكون البحث أصيلاً معدّاً على نحوٍ خاص للمؤتمر، وألّا يكون قد نُشر جزئيّاً أو كليَاً، أو نُشر ما يشبهه في أيّ وسيلة نشر إلكترونيّة أو ورقية، أو قدّم في أحد المؤتمرات العلمية، أو إلى أيّ جهة أخرى، حيث تستقبل موجزاً حتى الثامن والعشرين من شباط/ فبراير 2022، ويتم الردّ عليها في موعد أقصاه العشرين من آذار/ مارس من العام نفسه، ليتسنى إرسال الباحثين أوراقهم البحثية لغاية الأول من أيار/ مايو 2022، حيث سيتم نشرها في صيغتها الكاملة.