ليلٌ يلعبُ البِلْياردو بِالنّجوم

07 اغسطس 2023
برويز شابور (1923 - 1999)، يُحتفل هذا العام بمئوية الشاعر والرسام الإيراني
+ الخط -

مِنَ الشَّمْسِ، يَصْنَعُ الْمُتَشَائِمُ تِمْثَالًا لِرَجُلِ الثَّلْجِ.


■■■


نَالَتْ مَذَاقَ الْحَبْسِ، دُودَةُ الْقَزِّ.


■■■


أَقِفُ، كَيْ لَا أَنْقَرِضَ، أَمَامَ الْمِرْآةِ.


■■■
 

اَلْقَنَادِيلُ طُيُورٌ سَجِينَةٌ فِي قَفَصِ اللَّيْلِ.


■■■


يَسْتَحِقُّ أَغْلَبُ النَّاسِ أَكْلَ الْمَوْزِ بِقِشْرِهِ.


■■■


أَهْدَيْتُهُ، لِأَنْتَقِمَ مِنْهُ، دِمَاغِي.


■■■
 

اَلْذُّبَابُ، كَالرَّبَابِنَةِ، لَيْسَ مُسْتَعِدًّا لِلتَّخَلِّي عَنْ جَسَدِ الْإِنْسَانِ، حَتَّى بَعْدَ مَمَاتِهِ.


■■■


اَلَّذِينَ يشْنُقُونَ أَنْفُسَهُمْ بِالْحِبَالِ، هَلْ فَكَّرُوا أَيْنَ سَيَنْشُرُونَ الْغَسِيلَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ؟


■■■


لِتَمْيِيزَ دُمُوعِي عَنْ قَطَرَاتِ الْمَطَرِ، أَتَجَنَّبُ الْبُكَاءَ فِي الْأَيَّامِ الْمَاطِرَةِ.


■■■
 

اَلْرَّصَاصَةُ الْعَمْيَاءُ، بِمَعُونَةِ عَصًا، خَرَجَتْ مِنْ فُوَّهَةِ الْبُنْدُقِيَّةِ.


■■■


بِالنُّجُومِ، يُمَارِسُ اللَّيْلُ لُعْبَةَ الْبِلْيَارْدُو.


■■■


قَوْسُ قُزَحٍ بَاهِتٌ، سَأَطْلِي مَدَارَاتِهِ.


■■■


تُشْعِلُ الشَّمْسُ سِيجَارَتَهَا بِنَفْسِهَا.


■■■


تُدَخِّنُ الشَّجَرَةُ السِّيڴارَ الْكُوبِيَّ فَقَطْ.


■■■


النَّجْمَةُ خَلِيَّةُ اللَّيْلِ، وَأَنَا خَلِيَّةُ الْمَقْبَرَةِ.


■■■
 

فِي قَلْبِي وَارَيْتُ الرَّبِيعَ الثَّرَى.


■■■


اَلْقَفَصُ، مِقْصَلَةٌ تَقْطَعُ رَأْسَ الْحُرِّيَّةِ، عِوَضًا عَنْ رَأْسِ الطَّائِرِ.


■■■


عَفِنَةٌ هِيَ الْمُفْرَدَاتُ الَّتِي وَصَلَتْنَا مِمَّا قَبْلَ التَّارِيخِ.
 

■■■


اَلْقَمَرُ مُوَظَّفٌ لَيْلِيٌّ.


■■■


لِمَاذَا لِلْإِنْسَانِ عَيْنَانِ، فِي حِينِ أَنَّهُ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ؟


■■■


حِينَ أُصَابُ بِالزُّكَامِ لَا أُصَافِحُ نَفْسِي.


■■■
 

قَطْرَةُ مَطَرٍ أُقْيَانُوسُ مُصَغَّرٌ.


■■■


اَلْانْتِحَارُ يُوَارِي الْقَاتِلَ وَالْمَقْتُولَ الثَّرَى.


■■■


اَلْمِيكْرُوبُ كَائِنٌ مُتَوَاضِعٌ.

■■■
 

تَتَأَمَّلُ السَّمَكَةُ، صُحْبَةَ النَّهْرِ، السَّهْلَ وَالصَّحْرَاءَ.


■■■


يُثَرْثِرُ الصَّمْتُ، لَيْلًا، فِي الْمَقْبَرَةِ.


■■■


اَلْأَكْثَرُ تَوْقًا لِتَحْرِيرِ الطَّائِرِ مِنَ الْقَفَصِ، قِطَّةٌ مُتَرَبِّصَةٌ.


■■■
 

اَللَّيْلُ، دَهْرُهُ أَسْوَدُ.


■■■


لَنْ تُعْلِنَ النَّارُ الْهُدْنَةَ حَتَّى تَصِيرَ رَمَادًا.


■■■


حَاصَرَتِ الْبَلَابِلُ الْفَتَاةَ بَائِعَةَ الزُّهُورِ.


■■■
 

اَلْخَوْفُ مِنَ الْمَوْتِ يُطِيلُ الْعُمُرَ.


■■■


اَلْفَأْرَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالْقِطِّ، الْتَهَمَتْ نَفْسَهَا.


■■■


فِي الْعَلَاقَةِ الْوَثِيقَةِ بِالدَّمِ، لَا سَفَّاحَ يَتَفَوَّقُ عَلَى قَلْبِي.


■■■ 


اَلسُّقُوطُ، رَفِيقُ الطَّيَرَانِ الْخَفِيُّ.


■■■


هُرِعْتُ إِلَى عِيَادَةِ وَرْدَةٍ ذَابِلَةٍ.


■■■


اَلْثَّرْثَارُ يَنْتَقِمُ، حَيًّا، مِنْ صَمْتِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ.


■■■


مِنْ أَجْلِ إِسْقَاطِ آخِرِ الْوُرَيْقَاتِ، تَسَلَّقَ الْخَرِيفُ الشَّجَرَةَ.


■■■


اَلْعَشِيقَاتُ، بِحُكْمِ عَلَاقَتِهِنَّ بِقُلُوبِنَا، مَصَّاصَاتُ دِمَاءٍ.


■■■


غَرَسْتُ، فِي غُرْفَتِي، أَزَاهِيرَ السَّجَّادَةِ.
 

■■■ 


يَنَامُ، فِي الْمُسْتَنْقَعِ، الْمَاءُ.


■■■


مِنْ أَجْلِ رُؤْيَةِ وَرْدَةِ فُسْتَانِكِ، انْحَنَى الرَّبِيعُ.


■■■


رَمَيْتُ، عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، قُشُورَ الْمَوْزِ.
 

■■■


تُرَافِقُ نَبَضَاتُ قَلْبِ الْعَنْدَلِيبِ غِنَاءَهُ.


■■■


تَرَى الْوَرْدَةُ، فِي النَّدَى، وَجْهَهَا.


■■■
 

حَتَّى الْقَارُورَةُ الْفَارِغَةُ تَهْرُبُ مِنَ الْقِطَّةِ.
 

■■■


يَتَأَمَّلُ السَّيِّدُ آدَمُ، تَحْتَ الْمِجْهَرِ، حَسْرَتَهُ عَلَى فُقْدَانِهِ حُرِّيَتَهُ.


■■■


أَشْبُكُ، فِي آخِرِ لَحَظَاتِ حَيَاتِي، يَدَ الْحَيَاةِ فِي يَدِ الْمَوْتِ.


■■■


تَعَرَّفْتُ، عَبْرَ النَّدَى، عَلَى الْوَرْدَةِ.
 

■■■


اَلْنُّجُومُ أَطْفَالٌ مُشَرَّدُونَ.


■■■


لِوَقْفِ عُزْلَةِ الْمِرْآةِ، وَقَفْتُ أَمَامَهَا.


■■■


أَرْشَفْتُ لَحْظَةَ تَعَرِّي حَبِيبَتِي أَمَامَ الْمِرْآةِ.
 

■■■


مَعَ الشَّيْخُوخَةِ، يَصِيرُ أَبْيَضَ، ظِلِّي.


■■■


كَيْ لَا يَرَى طَائِرَيْنِ فِي الْقَفَصِ، هَشَّمَ الْمِرْآةَ، اَلطَّائِرُ السَّجِينُ.


■■■ 


تَظَاهَرْتُ، حِينَ رَأَيْتُ عِزْرَائِيلَ، بِالْمَوْتِ.
 

■■■


لِشَبَهِهَا بِقُضْبَانِ الْقَفَصِ، يَكْرَهُ الطَّائِرُ سَاقَهُ.


■■■ 


حِينَ تَخْلُدُ سَاعَتِي إِلَى النَّوْمِ، يَسْهَرُ اللَّيْلُ.


■■■


كَانَ اللَّيْلُ نَائِمًا، مُتَدَثِّرًا بِمُلَاءَةِ النَّهَارِ.
 

■■■


قَطْرَةُ مَطَرٍ، هَلَكَتْ فِي أَثَرِ الظَّمَأِ.


■■■


رَمَيْتُ قَطْرَةَ الْمَطَرِ نَحْوَ مَسْقِطِ رَأْسِهَا.


■■■


أَرَادَ الطَّائِرُ الْوُقُوفَ عَلَى نَحْوٍ يَضْمَنُ لَهُ انْعِكَاسَ ظِلِّهِ خَارِجَ الْقَفَصِ.
 

■■■


لِعُمْرِهِ الْقَصِيرِ، مُسْرِعًا يَبْرُقُ النَّيْزَكُ.


■■■


شَجَرَةٌ غَيْرُ قَابِلَةٍ لِلْقِسْمَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ، لَا تَعِيشُ أَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ.


■■■


مُسْتَعِدٌّ لِمُقَايَضَةِ الظَّمَأِ بِالْجُوعِ.
 

■■■


شَجَرَةٌ بِجِذْعٍ مُنْفَرِدٍ، لَا تَصْمُدُ أَمَامَ الْعَاصِفَةِ.


■■■


قَطَرَاتُ الْمَطَرِ، سُكَّانُ الْبَحْرِ الْمَجْهُولُونَ.


■■■


يُفَارِقُ الْجَفَافُ الْحَيَاةَ مَعَ أَوَّلِ عِنَاقٍ لِقَطْرَتَيْ مَطَرٍ.
 

■■■


تَسَاقَطَتْ عَتْمَةُ النَّهَارَاتِ فِي قَعْرِ الْبِئْرِ.


■■■


عَلَى عَتَبَةِ الْخُرُوجِ مِنْ بَوَّابَةِ الْحَيَاةِ، أَنْتَظِرُ آخِرَ نَبْضَةٍ لِلْقَلْبِ.


■■■


مِنْ بَعِيدٍ أَيْضًا، تَذْرِفُ قَطَرَاتُ الْمَطَرِ الدَّمْعَ.
 

■■■


إِلَى قَاعِ الْجُبِّ يَنْفِي الضَّوْءُ الْعَتْمَةَ.


■■■


تَصْحَبُ أُمْنِيَةً إِلَى الْقَبْرِ، قَطَرَاتُ مَطَرٍ تَرُومُ رُؤْيَةَ دَوَائِرَ رَسَمَتْهَا عَلَى جَسَدِ الْبَحْرِ.


■■■


بِالسُّرْعَةِ ذَاتِهَا الَّتِي تَرْتَقِي بِهَا الْقِطَّةُ الشَّجَرَةَ تَهْبِطُ الشَّجَرَةُ مِنَ الْقِطَّةِ.
 

■■■


يُحَرِّفُ الْكَذَّابُ الْمُفْرَدَاتِ عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.


■■■


لَا تُقَدِّمُ قَارُورَةُ الْمَاءِ حَلًّا لِسَمَكَةٍ افْتَقَدَتِ الْبَحْرَ.


■■■ 


يُبْدِي اَلْأَطْفَالُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْخَرِيفِ رَغْبَةً كَبِيرَةً بِبَعْثَرَةِ بَتَلَاتِ الْوُرُودِ.
 

■■■


مُرْتَدِيًا قُفَّازَيْنِ، أُصَافِحُ الشِّتَاءَ بِحَفَاوَةٍ.


■■■


عَلَى مَزَارِ النَّهَارِ يَضَعُ اللَّيْلُ بَاقَةَ وَرْدٍ تُضَاهِي بِجَمَالِهَا النُّجُومَ مُجْتَمِعَةً.


■■■


كُلَّمَا تَأَمَّلْتُ وَرْدَةً ظَامِئَةً، عَبْرَ زُجَاجِ النَّافِذَةِ، اسْتَحَالَتْ مَطَرًا دَمَعَاتُ عَيْنَيَّ.
 

■■■


اَلْمَاءُ، أَيْضًا، يَهْرُبُ مِنَ الظَّمَأِ.


■■■


اَلْرَّمَادُ مَقْبَرَةُ النَّارِ.


■■■


تَتَحَدَّثُ عَنْ مَقْصَدٍ نَاءٍ، ثَرْثَرَةُ خُطَى الْمُسَافِرِ.
 

■■■


اَلْسَّمَاءُ مَحْرُومَةٌ مِنْ سَمَاعِ خُطَى الطُّيُورِ.


■■■


نَارٌ تَحْتَ الرَّمَادِ، تُرْعِبُنِي أَكْثَرَ مِنْ نَارٍ مُتَوَهِّجَةٍ.


■■■


أَعْشَقُ شَجَرَةً؛ زِيَادَةً عَلَى تَلْوِيحَتِهَا، تَخْبِطُ، مَعَ هُبُوبِ الرِّيحِ، الْأَرْضَ بِقَدَمَيْهَا.
 

■■■
 

كَيْ أُنْصِتَ بُوُضُوحٍ لِوَقْعِ خُطَايَ، أَسْلُكُ دُرُوبًا مَهْجُورَةً.


■■■


اَلْعَدَدُ وَاحِدٌ لَا يَكَلُّ مِنَ الْوُقُوفِ.


■■■


تَحْتَ ظِلِّ غَيْمَةٍ عَاقِرٍ، تَنْتَظِرُ الْمَطَرَ، وَرْدَاتٌ ظَامِئَاتٌ.
 

■■■


اَلْنَّجْمَةُ تُوَيْجَةُ النَّهَارِ.


■■■


تَعْطِيلًا لِنُضُوبِ النَّبْعِ، بِبُطْءٍ يَجْرِي النَّهْرُ.


■■■


ظَمَأٌ أَبَدِيٌّ يُرْغِمُ السَّمَكَةَ عَلَى الْإِقَامَةِ فِي الْمَاءِ.
 

■■■


نَفِدَ حِبْرُ قَلَمِي؛ صَفْحَةً بَيْضَاءَ أَرْسَلْتُ عَبْرَ الْبَرِيدِ.


■■■


فِي الْمَجْرَى الْجَافِّ لِلنَّهْرِ، أَحْمِلُ النَّبْعَ نَحْوَ الْبَحْرِ.


■■■


تُقَلِّصُ اللَّاوِلَادَةُ الْمَسَافَةَ بَيْنَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ إِلَى دَرَجَةِ الصِّفْرِ.
 

■■■


تَتَرَنَّمُ النُّجُومُ، لَيْلًا، بِلُغَةِ الشَّمْسِ.


■■■


مِنَ السَّمَاءِ يَجْلُبُ مَعَهُ قَطْرَةَ الْمَطَرِ، مَرْكَزُ الدَّائِرَةِ الَّذِي تَرْسُمُهُ عَلَى الْمِيَاهِ.


■■■


بِنِيرَانِ جَهَنَّمَ، أُشْعِلُ سِيجَارَتِي.
 

■■■


مُنْفَرِدًا يُصَارِعُ الشَّمْسَ، حَشْدُ اللَّيَالِي.


■■■


لَا أَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ الْكَلِمَاتِ الْمَنْقُوشَةِ عَلَى شَاهِدَةِ قَبْرِي.


■■■


مَاهِرَةً أَوْ فَاشِلَةً فِي السِّبَاحَةِ، تَغْرَقُ قَطْرَةُ الْمَطَرِ فِي الْبَحْرِ.
 

■■■ 


قِشْرَةُ مَوْزٍ أَخْرَجَتْ الْقِطَارَ عَنْ سِكَّتِهِ الْحَدِيدِ.


■■■


دُونَ مُكَافَأَةٍ مَالِيَّةٍ يُسَدِّدُهَا لِي عِزْرَائِيلُ، لَنْ أَنْتَحِرَ.


■■■


مَا كَانَ لِلثَّلْجِ أَنْ يَرْتَدِيَ الْأَبْيَضَ، لَوْ كَانَ عَلَى عِلْمٍ مُسْبَقٍ بِقَذَارَةِ كَوْكَبِ الْأَرْضِ.
 

■■■


تُصِيبُ الْهَدَفَ دَائِمًا، حِجَارَةُ الْقَبْرِ.

■■■


عَقْرَبُ السَّاعَةِ يَجْلُو ثَلْجًا لَمْ يَسَّاقَطْ.

■■■ 


يَثْأَرُ مِمَّنْ رَمَاهُ، قِشْرُ الْمَوْزِ.
 

■■■ 


تَنْتَظِرُ وَرْدَةً ذَابِلَةً، مِزْهَرِيَّةٌ مُحَطَّمَةٌ فِي سَطْلِ الْأَزْبَالِ.


■■■ 


اَلْلَّحْظَةُ الْأَخِيرَةُ مِنْ حَيَاتِي، أُصَوِّبُهَا نَحْوَ قَلْبِ عِزْرَائِيلَ.


■■■ 


أَكْدَاسٌ مِنَ الْأُمْنِيَّاتِ الْمُبَدَّدَةِ، فِي الْمَقْبَرَةِ.
 

■■■ 


أَقِفُ، أَمَامَ الْمِرْآةِ، مُطْبَقَ الْعَيْنَيْنِ، كُلَّمَا خَاصَمْتُ نَفْسِي.


■■■ 


تَهَرُّبًا مِنَ الطَّيَرَانِ، يَحُثُّ الْخُطَى، طَائِرٌ مُسِنٌّ.


■■■ 


لَيْتَنَا كُنَّا أَصْحَابَ شَاهِدَةِ قَبْرٍ وَاحِدَةٍ.
 

■■■ 


أُمْنِيَّتُهُ فِي مُشَاهَدَةِ قَوْسِ قُزَحٍ، يَصْطَحِبُهَا إِلَى قَبْرِهِ، السَّرَابُ.


■■■ 

يَهْرَعُ السَّرَابُ، عِنْدَ بَوَّابَةِ جَهَنَّمَ، لِنَجْدَةِ الظَّامِئِينَ.

■■■ 


نَجْمَةٌ - أُحِبُّهَا - تُلَاحِقُ غَيْمَةً مِنْ أَجْلِ الْاسْتِعْرَاضِ.
 

■■■ 


فِي الصِّهْرِيجِ الزُّجَاجِ، فَارَقَتِ الْحَيَاةَ، قِطَّةٌ تَشَبَّهَتْ بِسَمَكَةٍ.


■■■ 


طَائِرٌ مُصَابٌ بِسَهْمٍ، بِسَعَادَةٍ يُعْلِنُ قُرْبَ حُلُولِ مَوْسِمِ التَّسَاقُطَاتِ.


■■■ 


اَلْسَّمَكَةُ، أَوَّلُ كَائِنٍ يَتَنَبَّهُ لِمَوْسِمِ الْجَفَافِ. 


■■■ 


فِي الشَّلَّالِ يَسْتَحِمُّ السُّقُوطُ.


■■■ 


لَا يَسْتَطِيعُ الْبَحْرُ مَحْوَ قَطْرَةِ حُبٍّ تُكِنُّهُ السَّمَكَةُ لِلْمَاءِ.


■■■


طَرِيقٌ سَالِكَةٌ، مَا يَمْنَحُهُ لِلْكَلْبِ ظِلُّ شَجَرَةٍ. 


■■■ 


يَتَكَدَّرُ قَلْبِي: عُشٌّ مَهْجُورٌ، عَلَى شَجَرَةٍ عَارِيَةٍ، مَعَ حُلُولِ الْخَرِيفِ.


■■■


مُبْرِزَةً أَنْيَابَ النُّجُومِ الْبَيْضَاءَ، تَسْتَهْزِئُ الشَّمْسُ بِلِحْيَةِ اللَّيْلِ.


■■■


لِبَرَاعِمِ الرَّبِيعِ، عَلَى أَغْصَانِ شَجَرَةٍ عَارِيَةٍ، يُغَرِّدُ طَائِرٌ مُتَفَائِلٌ.
 

■■■


مَطَرٌ أُحِبُّهُ: يَمْنَحُ قَوْسَ قُزَحٍ لِلْوَرْدَاتِ الظَّامِئَاتِ.


■■■


بِحَفَاوَةٍ تَسْتَقْبِلُ جَاذِبِيَّةُ الْأَرْضِ فُسْقِيَّةً سَقَطَتْ لِلتَّوِّ.


■■■


سَيْرًا عَلَى قَائِمَتَيْهِ، يَقْضِي نِصْفَ حَيَاتِهِ، الطَّائِرُ؛ طَيَرَانًا يُكْمِلُ نِصْفَهَا الثَّانِي.
 

■■■


يَجْتَازُ عُرْضَ الرَّوْضَةِ سَيْرًا، طُولَهَا طَيَرَانًا، الطَّائِرُ.


■■■


مُرْهَقٌ عَلَى نَحْوٍ يُؤَهِّلُنِي لِلْارْتِقَاءِ نَحْوَ قِمَّةِ النَّوْمِ.


■■■


عَلَى قَطْرَةِ نَدًى تَحُطُّ نَحْلَةٌ ظَامِئَةٌ.
 

■■■


مِيزَةُ شَاهِدَةِ الْقَبْرِ: لَا تُصِيبُ الْإِنْسَانَ فِي حَيَاتِهِ.


■■■


أَسْكُبُ، عَلَى ثَغْرِ الْوَرْدَةِ، دُمُوعِي.


■■■


اَلْسُّجَّادَةُ الَّتِي لَمْ تَجْرَحْ أَشْوَاكُهَا قَدَمَ أَحَدٍ، أُحِبُّهَا.
 

■■■


يَبْحَثُ، بَاكِيًّا، عَنْ عُشِّهِ، فِي مَعْمَلِ الْخَشَبِ، طَائِرٌ.


■■■


بِالتُّوَيْجَاتِ، تَزْدَانُ الشَّجَرَةِ، عَلَى مَزَارِ الْخَرِيفِ.


■■■


عَلَى مَزَارِ الْبُسْتَانِيِّ، تَنْمُو وَرْدَةُ الْامْتِنَانِ.
 

■■■


مِنْ كُوَّةِ غَيْمَةٍ، تَسْتَثْمِرُ قَوْسَ قُزَحٍ، الشَّمْسُ.


■■■


يُحْرِقُ أَسَى الْعَدَمِ، فِي النِّهَايَةِ، جذْرَ الْوُجُودِ.


■■■ 


يَهْرَعُ الْكَلْبُ نَحْوَ اللِّصِّ، كَأَنَّهُ الْوَارِثُ الْوَحِيدُ لِصَاحِبِ الدَّارِ.

 
■■■ 


تُضَايِقُ أَحْلَامِي خُطَى حَفَّارِ الْقُبُورِ.


■■■


يُرَدِّدُ قَلْبُ الطَّائِرِ، كُلَّمَا أَخْطَأَهُ السَّهْمُ، أُغْنِيَةَ الْحَيَاةِ.


■■■


تَغْرَقُ، فِي لَحْظَةِ الْعِنَاقِ، قَطَرَاتُ الْمَطَرِ.
 

■■■


يَعُضُّ اَلْعَابِرُ لَيْلًا نَجْمَةً تَتَلَأْلَأُ فِي قَعْرِ الْجُبِّ.


■■■


فِي أَعْمَاقِ الْيَمِّ، مِنْ أَقْرَبِ مَسَافًةٍ، تَرْنُو السَّمَكَةُ إِلَى الْحُورِيَّةِ.


■■■


مُسَافِرٌ وَحِيدٌ، عَلَى جَادَّةٍ مَهْجُورَةٍ، يَحُثُّ الْخُطَى.
 

■■■


اَلْجَفَافُ يَصْطَادُ سَمَكَةً مِنْ مَاءٍ ظَامِئٍ.


■■■


عَلَى عَتَبَةِ بَوَّابَةِ الْخُرُوجِ، أُفَكِّرُ بِمَاءِ الْحَيَاةِ.


■■■ 


ظَامِئٌ إِلَى حَدٍّ لَا أَقْوَى فِيهِ عَلَى رَفْعِ قُبَّعَتِي لِلسَّرَابِ.
 

■■■


لَا يُرَافِقُ النَّهْرَ، نَبْعٌ ظَامِئٌ.


■■■


لَا يَعْتَرِفُ بِحُورِيَّةِ الْبَحْرِ، الْجَفَافُ.


■■■


بِابْتِسَامَةٍ عَرِيضَةٍ، تَضَعُ الْقِطَّةُ بَاقَةَ وَرْدٍ عَلَى قَبْرِ الْكَلْبِ.
 

* ترجمة عن الفارسية: محمد الأمين الكرخي، والشذرات مختارة من كتاب قيد الصدور عن منشورات "كريسطال" في المغرب تحت عنوان "أرقص مع الزوبعة".


بطاقة

پرويز شاپور شاعر ورسّام إيراني من مواليد عام 1923. ارتبطت سيرتُه باسم مواطنته الشاعرة فروغ فرُّوخزاد التي تزوّجها وأنجب معها بعد قصة حبٍّ جمعتهما، ابنهما كاميار، لكنّهما سرعان ما انفصلا بعد ذلك، قبل أن ترحل فرُّوخزاد بحادث سيرٍ عام 1967. اشتُهر بكتاباته الشَّذرية التي منحها الشاعر أحمد شاملو اسم "الكاريكلماتور"، حيث تندغم الكلمة في الكاريكاتير لتشكّل حالة نثرية بسيطة. من أعماله "سائرون جميعاً لملاقاة المرآة" (1971)، و"أرقص مع الزوبعة" (1974)، و"فنتازيا الدبوس" (1975)، و"تفريحنامه" (رسومات بالتعاون مع بيجن أسدي، 1976)، صدرت أعمالُه الكاملة في ثمانية أجزاء وبطبعات عديدة.

المساهمون