"يمكن أن تكون شبيهةً برواية ’لوليتا‘، للكاتب الأميركي من أصل روسي فلاديمير نابوكوف، لكنّها مكتوبةٌ من منظورٍ أنثوي. ليس هذا فحسب، بل إنَّ بطلتها امرأةٌ ناضجة تغوي صبياً في موقف شبه مُنذر بنهاية الحياة"، قد تكون هذه العبارات مدخلاً مناسباً للحديث عن الكاتبة الأرجنتينية ليتيسيا مارتين، وروايتها الأخيرة "فلاديمير"، التي فازت قبل يومين، بجائزة "لومين للرواية"، التي تأسّست عام 1966.
وكما جاء في بيان لجنة التحكيم أنَّ الرواية الفائزة ستُنشر في أيلول / سبتمبر المُقبل، عن دار نشر "راندوم هاوس"، في إسبانيا ودول قارة أميركا اللاتينية.
وتحكي الرواية قصة غينيا، امرأة ناضجة تنتهي مسيرتها المهنية كأستاذة في إحدى الجامعات في الولايات المتحدة بعد اكتشاف علاقتها بطالب أصغر منها بكثير. هكذا تقرّر بطلة العمل بداية حياة جديدة، ومن أجل ذلك تسافر إلى الأرجنتين، ولكن ما إن تصل إلى هناك حتى تدرك، في المطار، أنّ التيار الكهربائي قد انقطع عن المدينة بشكل كامل.
تفقد غينيا الاتصال ولا تعرف تحديد وجهتها بشكلٍ كامل، لكن سائق التاكسي الذي يصطحبها، بلطف غريب نوعاً ما، يقودها في جميع أنحاء المدينة، ويعرض عليها، في نهاية المطاف، البقاء مؤقتاً في منزله، ريثما يعود التيار الكهربائي.
في منزل سائق التاكسي، ستتعرف غينيا على ابنه المراهق فلاديمير، وستنشأ بينها قصة حب غريبة في بوينس آيرس مليئة بالاضطرابات والفوضى والصراعات وبما يوحي بنهاية هذا العالم الغريب.
وأشادت لجنة التحكيم بسردية الكاتبة الأرجنتينية وقدرتها على الانتقال بين زمنٍ وآخر بلغة خاصة تذكّر بلغة عرّاب الرواية الأرجنتينية بورخيس: "لقد تمكنت الروائية الأرجنتينية من كتابة رواية صعبة وخطرة، لكنها فعلت ذلك بلغة رقيقة وسلسة. إنها رواية يجب أن نعود لقراءتها عدة مرات، لأنها تجيبنا عن الكثير من أسئلة عصرنا".
وكانت الكاتبة الأرجنتينية التي ولدت عام 1975 في بوينس آيرس قد جذبت انتباه النقاد لها منذ نشر روايتها الأولى "ذوق". ثم بعد ذلك تابعت نشر سلسلة من الروايات كان آخرها "صخب جديد" (2022).
يُذكر أن ليتيسيا مارتين هي كاتبة وشاعرة وروائية حصلت على إجازة في علوم التواصل. تكتب الشعر والدراسات. لها في الشعر "استروجينات" (2019)، وفي الدراسة: "نسويات" (2017).