في مطلع القرن العشرين، جاء الأب الفرنسي لويس جالابير إلى بيروت لتدريس اللاهوت، حيث عمِل لأكثر من خمسة عشر عاماً مدرّساً في "كلية القديس يوسف" ثم في "الكلية الشرقية"، زار خلالها مناطق مختلفة من بلاد الشام بحكم اهتمامه بعلم الآثار.
بعد عودته إلى بلاده في العشرينيات، واصل التأليف في الأركيولوجيا والدراسات الدينية وأصدر مجموعة من الكتب منها "نقوش يونانية ولاتينية من سورية" (1906)، و"القاموس الدفاعي عن العقيدة الكاثوليكية" (1922/ مشترك)، و"سورية ولبنان. نجاح فرنسي؟" (1935).
حتى مساء بعد غدٍ الجمعة، ينظّم "المعهد الثقافي الفرنسي" المعرض الفوتوغرافي "جالابير: رحلة عبر الأردن عام 1905"، الذي افتتح في مدينة الكرك (130 كلم جنوب عمّان) الأحد الماضي، بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية.
يضمّ المعرض مجموعة مختارة من ثلاثة وأربعين صورة فوتوغرافية نادرة للأردن، يعود تاريخها إلى سنة 1905، تُظهر مواقع أثرية ومشاهد من حياة الريف في مناطق شرق الأردن خلال تلك الفترة، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلى أن الصور كانت محفوظة في المكتبة الشرقية في بيروت، وقد أودعها هناك بعد انتهاء رحلته.
وكانت هذه الرحلة جزءاً من مشروعه لنشر مجموعة النقوش اليونانية واللاتينية في سورية، التي أمضى جالابير سنوات في التقاطها وتوثيقها في معظم مناطق بلاد الشام، وبدأت تظهر تباعاً بين عاميْ 1899 و1939.
تتوزّع الأعمال المعروضة بين صور توثّق أنشطة رجال ونساء وتعكس طبيعة الأزياء التي كان يرتديها سكّان هذه المناطق في نهاية الحكم العثماني، بالإضافة إلى العديد من المناظر الطبيعية مأخوذة من عدة حواضر أردنية، ومعالم أثرية أيضاً.
المعرض الذي يقام بالتعاون مع "مدرسة الكتاب المقدس" في القدس والمكتبة الشرقية لـ"جامعة القديس يوسف" في بيروت و"المعهد الفرنسي للشرق الأدنى" في عمّان، تضيء رحلة نفّذها جالابير مع مستكشفيْن آخريْن إلى مواقع أثريّة محدّدة وتجمّعات سكّانية، كان هدفها الأساسي الوصول إلى فلسطين أو سورية.