تُعتبَر الفنّانة الأرجنتينية لوكريثيا مويانا (1902 - 1988) رائدة التصميم الزخرفي الصناعي الأرجنتيني، ضمن حقول ومجالات مختلفة، فقد شمل عملُها ميادين إبداعية عديدة مثل الزخرفة، والتصميم، والرسوم الجدارية، والفنون. لكنّها أبدعت في مجال صناعة الزجاج وزخرفتها، وصارت رائدة هذه الحِرفة الإبداعية في البلاد.
كما عُرِف عنها أنّها كانت تُسافِر يومياً من أكاسوسو إلى مدينة بيرازاتيغي، التي تقع في الجنوب الشرقي من بوينس آيرس، لتفتحَ ورشتها وتبدأ بالعمل. ويُقال إنها كانت المرأة الوحيدة التي تفتح مشغلها يوم الأحد وتعمل من الصباح حتى المساء.
احتفاءً بـ مسيرة هذه الفنانة وتجربتها الإبداعية، يُقيم "المتحف الوطني للفنون الزخرفية" في بوينس آيرس، معرضاً يستعيد فيه أهمّ أعمالها وتصاميمها وصناعاتها الزخرفية الزجاجية، بعنوان "لوكراثيا مويانو: تصميم وفنّ وصناعة"، ويستمرّ حتّى كانون الثاني/ يناير من العام المُقبل.
وتشارك في المعرض الأعمال التي صمّمتها الفنّانة الأرجنتينية خلال إدارتها لمُتحف ومعمل "زجاج ريغوياو"، حيث تجمع بين الصناعة والزخرفة، لا سيّما وأنها تحتوي على مكوَّن يدوي واضح، وبالتالي تُفهم العديد من هذه الأشكال الزجاجية على أنّها تصميمات وزخرفات وفنون تطبيقية.
حاولت مويانا أن تخلق عبر أشكالها الزجاجية المُبتكَرة قِطَعاً تتجاوز مفهوم الاستخدام النفعي للأشياء. فالكأس، كما قالت أكثر من مرّة: "ليس مجرّد قطعة زجاجية تُستخدَم من أجل الشُّرب فحسب، بل إنها عملٌ فنيٌّ في ذاته، لا يُمكِنُ أن يُفهم إلّا إذا حاوَر الشِّفاه، والطريقة الوحيدة لذلك، هي إعطاؤه طابعاً إنسانياً. إننا بإعطاء الطابع الإنساني للأشياء، نحوّل نظرتنا من استخدام الأشياء نفعيّاً، إلى التعاطي معها بشكل آخر. وهذه هي مهمَّة الفنّ. خَلْقُ طُرق تواصُل جديدة مع الأشياء".
وتشتمل المجموعة المعروضة على أوانٍ وأكواب وأباريق، بعضُها كبير الحجم، إضافة إلى قِطع مجسَّمة، تستنسخ أشكالاً بشرية أو حيوانات أو نباتات "مؤنسنة"، إضافة إلى أشكال زجاجية تستحضر الأقنعة البدائية.
يُذكَر أن لوكريثيا مويانا من مواليد بوينس آيرس (1902). وقد مارست العمل الصحافي إضافة إلى عملها في الفنون التطبيقية والزخرفية وصناعة الزجاج، كما شاركت في العديد من المعارض في نيويورك وباريس ولندن، قبل أن ترحل عن عالمنا عام 1988.