في عملها الجديد "حمام العيالات"، تعود الفنانة المسرحية المغربية لطيفة أحرار إلى معايشة الفنانين لفترة الحجر الصحي أثناء الإغلاقات التي تسبّب بها فيروس كوفيد – 19 خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في محاولة لرصد حالة غير مسبوقة في تاريخ المسرح.
وتقدّم مجموعة من الممثلات اللواتي يتدربن على إحدى الرقصات، إلا أنهن يفاجأن بصدور بلاغ يؤكد عودة حالة إغلاق دور السينما والمسرح، وخلال لحظة من اللحظات يرتبكن، إلا أنهن يقررن عرض المسرحية حيث يلعبن أدواراً مختلفة تدور أحداثها داخل حمام تقليدي، بغرض تجسيد مختلف فئات المجتمع، لأن الحمام رغم أنه فضاء مغلق لكنه يستقطب العديد من الناس بوجهات نظر وخلفيات متباينة.
اختتمت فعاليات الدورة الخامسة عشرة من "المهرجان الدولي مسرح وثقافات بمدينة الدار البيضاء منذ أيام بعرض "حمام العيالات"، الذي يعاد عرضه عند الثامنة من مساء الإثنين، السابع والعشرين من الشهر الجاري، على خشبة "مسرح محمد الخامس" في الرباط.
المسرحية التي أنتجتها "فرقة طقوس" من إعداد وإخراج لطيفة أحرار، وفكرة خلود البطيوي وأنس العاقل وشارك فريق العمل بكتابة النص، فيما أسند تصميم السينوغرافيا والأزياء إلى بدرية الحساني، والإضاءة إلى طارق الربح، بمشاركة الممثلات: السعدية لابيب، وفاطمة بوجو، ونوار قريشي، وسكينة لفضايلي، وماجدة زبيطة، وخلود البطيوي.
يعكس العمل قصص وحكايات الزبائن من النساء وواقع العاملات في الحمام الذي تمتلكه مارية الأندلسي أيضاً، من خلال الاستناد إلى شهادتين من الواقع لكلّ من لَكْبيرَة وعزيزة، ويشتق عنوانه من عبارة مغربية دارجة تعني الثرثرة والنميمة ومشاركة الفضائح والإشاعات، التي يتمّ التعبير عنها على شكل أحاديث حول عالم التواصل الاجتماعي وتطبيقاته، إذ يتم استعراض ما يحدث من هجرة الفنانين المغربَ إلى "تيكتوك"، واضطرار الموسيقيين إلى بيع آلاتهم لتغطية مصاريف العيش.
تعتمد أحرار على الارتجال كأسلوب أساسي في تقديم عرضها الذي يسعى إلى التفاعل مع المتلقي، من خلال تطوير النص في كلّ عرض عبر هذا الاشتباك الذي يحافظ على المضامين الأساسية من هواجس وهموم، لكن يترك العمل يغتني بتفاصيل جديدة يشارك في صنعها الجمهور.