لا ترسل بريداً

02 اغسطس 2021
محمد إحسائي/ إيران
+ الخط -

هناك عشرات الملايين من اللاجئين والنازحين والمهاجرين كلّ سنة، يتحرّكون عبر الحدود بين بلدان العالم.
اللاجئون ظاهرة العالم الحديث العظمى. إنهم، وهم الفارّون من الحروب والمجاعات والمستقبل الباهظ، إنما يجب أن يحتلّوا متن السرد المعاصر.
وهم مثل كل القصص، أو مثل كلّ الخرافات الحقيقية، يستمرّون ولسوف يستمرّون.
حتى لا وصول إلى الصفحة الأخيرة، كما لو، على الرغم من قصر الحياة، لا يمكن للمرء أن يتوقّف عن الكتابة عنهم.  
بيد أن المجال واسع والعمر محدود.
كما لو أنّ المرء لم يكن يتعلّق بالضبط، بالوقت الذي تمّ التفكير فيه بشكل تقليدي، ولكن بوقت أصبح لانهائيًا وينقلب على نفسه في شكل الفضاء.


■ ■ ■


في الحرب تخبرنا الغريزة عن كيفية التصرف: "لا ترسل بريدًا"، "ابق جالسًا"، "حافظ على هدوئك".
وفي اللجوء، تكون الحياة أداة ونقطة بداية ستسمح لنا بالتأكيد، بتحديد المزيد من الحيوات عند الآخرين. 
جزء فقط من السكّان، وأيضًا أولئك الذين لديهم حياة ثانية، مثل تلك المعروفة باسم الأمل والتي تم تكريسها للعمل، أو حتى لزراعة عيش الغراب لئلا يتمّ قلعه من الجمهور.
فاللجوء، كالحرب، يوضّح معاناة أولئك الذين لجأوا إلى هناك، لأنهم لم يعرفوا ماذا سيحدث لحياتهم هنا، وماذا سيجدون عند مغادرتهم ضفّةً إلى أُخرى.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون