تقولُ طفلةٌ ترسم بحراً دون شاطئ وفوقه سماءٌ وغيوم:
أُحبُّ جدّاً أن أفكّ الأشياء المربوطة، أُحبّ العالمَ وهو يسيل
هل تعرف أنّ للماء قلباً؟
تفتح كفَّ يدِها كموجةٍ من قمح وتنثر في الرّيح أسماء الله الحسنى:
انظرْ، كلّ شيء واضح
الغيوم هي الحبّ والسماء هي السعادة
والريح بنتٌ ضائعة سيجدُها الصّيفُ بعد قليل
وستهدأ تماماً عندما ستَسْمَعُه يدندنُ أغنيّةً ساردينيّةٍ عن الحبّ القويّ الذي لا يستريح أبداً
ماذا ترسمين الآن؟
أرسم بيتاً للريح وصندوقاً خشبيّاً لألعابِها وأجنحتِها المستعملة
ودمعاً رقراقاً لكي ترى جيّداً في العتمة، ولكي تتعرّف على وجه من تحبّ
أنت أيضاً ترسم؟
أنا لا أرسم، أنا أكتب الشّعر فقط
لماذا تكتب الشِّعر؟
لأُضيّع بيتي، ولأرى جيّداً في العتمة، ولأتعرّف على وجه من أُحبّ.
* شاعر من فلسطين