كيف كان ذلك الصوت؟

01 أكتوبر 2022
سليمان منصور/ فلسطين
+ الخط -

لا عجب! فكلُّ يومٍ يمرّ علينا في هذه العزلة المثمرة، من العيش في ريف تيسندرلو، على أطراف البلدة الصغيرة، يجعلنا نشعر بالحياة هنا، وبكلّ كائناتها من حجر وبشر وشجر ومطر وقمر، مألوفةً وحميمة.

صوتٌ يخاطبنا وننصت إليه. مرّةً يتحوّل إلى شعر ومرّات إلى نثر، وطوراً إلى لا صدى. كما هي الحياة في كلّ مكان آخر. لقد حدّقنا فيه وأنصتنا إليه، مباشرةً، فألفيناه، بطول العشرة، صوتاً يَفهم ما نعاني، صوتاً عرف زوايا دواخلنا. وعليه، نتجوّل في شوارعه وأحيائه وأسواقه وعلى أبواب مدارسه، كي نستقي منه الأمل.

صوتٌ شهد التأمُّل في الإذلال المصيري، والإهانات اليومية وأعمال الشجاعة والعنف المفاجئ التي تُميّز الواحد تجاه نفسه، في أحايين!

إنّ الحياة هنا، غيرها في الأراضي المحتلّة، وسواها في برشلونة، لها ريتمها الخاص وإيقاعها المتمهّل. ما تمخَّض عن ألفة كبيرة، صارت تُميّزه في تعاملنا معه. فمن هو الإنسان القادر على عدم التعاطي مع شعرية الريف الجميل والنظافة والهدوء، وهو محاط بأفق مفتوح وأخضر؟

إنما... كيف كان ذلك الصوت، الذي نقلنا من قهر وإحباط مخيَّم بروخم، إلى مديات أوسع وأرحم؟ يقيناً، إنّنا لا نملك الجواب المحدَّد حتى الآن.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون