كمالا إبراهيم إسحق.. استعادة ستّة عقود

22 سبتمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

في عام 1990، استقالت كمالا إبراهيم إسحق من عملها محاضرة في كلّية الآداب بـ"جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا" احتجاجاً على إغلاق برنامج مخصّص لدراسة الفنون، في إطار السياسات المتشدّدة التي اتخذها النظام السوداني السابق بعد وصوله إلى السلطة، وانتقلت للعيش خارح بلادها.

لم تفصل الفنّانة السودانية (1939) رؤيتها نحو السياسة والمجتمع عن ممارستها الفنية، منذ أن أسّست "المدرسة الكريستالية" خلال السبعينيات مع مجموعة من طلبتها مثل محمد حميد شداد ونايلة الطيب، لتعبّر عن مواقف أكثر انفتاحاً تجاه التراث الذي اختزله معظم مجايليها بالخطّ العربي ورموز محدودة.

يُفتتح مساء الجمعة، السابع من الشهر المقبل، معرضها الاستعادي في "غاليري سربنتين ساوث" بلندن، والذي يتواصل حتى التاسع والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2023، ويضمّ أعمالاً مختارة تمثّل مراحل تجربتها الممتدّدة لحوالي ستّة عقود.

الصورة
من المعرض
من المعرض

اختار المنظّمون مجموعة من لوحات إسحق الزيتية كبيرة الحجم، وأعمالاً أخرى نفّذتها على الورق، وأعمال الطباعة والحفر والتصميم الغرافيكي وغيرها من الوسائط التي استخدمتها، إضافة إلى مواد أرشيفية شخصية ورسومات جديدة.

ويشير بيان المعرض إلى ذلك التشابك بين ما هو مادّي وبين الروحاني في محاولة فهم الفنانة السودانية للعلاقة مع الطبيعة، وتعكسها المَشاهد التي تحضر فيها الأشكال البشرية والنباتية متعانقةً في ما بينها، والتركيز على ألوان الطبيعة الحارّة في الشمس والرمل والسماء، مع حضور حيويّ مميّز للمرأة في اللوحة.

اهتمّت إسحق برسم النساء في الطبيعة بالأخضر القوي والكثيف بين نباتات أفريقية أو ضمن جمهرة من الأشجار، لكنّ الجذوع نفسها تمتلك ما يشبه وجوهاً بشرية، وفي هذه المناخات التي يمتزج فيها الخرافي والسحري بالواقع، برزت خصوصيتها في المشهد التشكيلي السوداني، مع وجود تأثيرات لفنّانين عالميين مثل ويليام بليك وفرانسيس بيكون.

كما تناولت الأجواء الاحتفالية الطقسية المستمدّة من الثقافة الشعبية، كما في حفلات الزار وطقوس طرد الأرواح الشرّيرة، وكان تجمُّع النساء في هذه المشاهد عنصراً أساسياً في معظم أعمالها، حيث تظهر وجوه نساء في مكان ضيّق ومساحة محدّدة بزوايا حادة، في إضاءة على حالة من الخوف الاجتماعي المرتبط بالسيطرة على أجسادهن، كما سعت إلى تكريس مشهد أيقوني تؤسطِر فيه الدور الأنثوي بوصفه مركزياً، مستوحيةً رسوماتها من نقوش قبطية ونوبية ومن المطرّزات الشعبية السودانية ممزوجةً بروح الحداثة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون