منذ اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر وإلى اليوم، لم تتوقّف الفعاليات والأنشطة الثقافية والشعبية المؤيّدة لفلسطين في إسبانيا، سواء في مدنها الكبرى، مثل مدريد وبرشلونة، أو في إقليم أندلوسيا (الأندلس سابقاً)؛ حيث شهدت تظاهرات وفعاليات ثقافية وشعبية كثيرة، تضامناً مع غزّة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي.
ومع بدء العدوان وما رافقه من خطابٍ غربيٍّ مُبرِّر للجرائم والإرهاب الصهيونيين، تحرّك كثير من الأفراد والمؤسّسات والمنتديات الثقافية والمدنيّة، لتوضيح حقيقة صراع الشعب الفلسطيني ضدّ الاحتلال، وذلك عبر تنظيم محاضرات وندوات، إضافة إلى توقيع بيانات، وتنظيم مهرجانات تعرّف بالثقافة الفلسطينية وتدحض السردية الصهيونية الشائعة في الغرب، وتطالب بإيقاف العدوان.
ضمن هذا الإطار، يأتي مهرجان "كلّنا مع فلسطين" الذي تبدأ فعالياته في مدينة مالقة الأندلسية بعد غد السبت، حيث تقام العديد من الفعاليات والندوات والجلسات التي تحاول توضيح الحقائق المتعلّقة بفلسطين وما تتعرّض له من عدوان.
تبدأ الفعاليات في منتصف النهار، بوقفة تضامنية مع المدنيين الأبرياء الذين سقطوا في غارات الاحتلال، ثم تستضيف "جمعية القدس للتضامن" ندوة بعنوان "فلسطين، ثقافةً ومقاومةً"، يشارك فيها الناشطان والباحثان الإسبانيان ميغيل لوبير كاسترو وفرانسيسكو غريرو، حيث سيتناولان مفهوم المقاومة ودورها في صياغة هوية الإنسان الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال منذ عام 1948.
وعند الرابعة ظهراً، تعرض الجمعية فيلم "خيوط السرد" للمخرجة الفلسطينية اللبنانية كارول منصور، والذي يتتبع قصص 12 امرأة فلسطينية من خلفيات وطبقات اجتماعية وتجارب وأعمار مختلفة مع اللجوء والشتات. وتلي الفيلم جلسة مناقشة، يديرها الصحافي الإسباني بيدور ألامو، تتمحور حول دور المرأة الفلسطينية في الحفاظ على التراث كشكل من أشكال المقاومة.
وتنتهي الفعاليات عند الثامنة مساء بوقفة شموع صامتة، وتليها قراءة بيان يوقّع عليه المشاركون، ويطالبون فيه العالَم بضرورة اتخاذ مواقف حاسمة ضدّ جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في فلسطين.