"من يتخلّى عن قضية فلسطين اليوم، سيتخلى غداً عن وطنه"، بهذه العبارة عبّرت الروائية العُمانية بشرى خلفان عن رفضها لاستضافة "مهرجان طيران الإمارات للآداب"، الذي تنطلق فعالياته في دبي في الثالث من الشهر المقبل، للكاتب الصهيوني ديفيد غروسمان.
موقف صاحبة كتاب "دلشاد، سيرة الجوع والشبع"، فتح الباب أمام مواقف مماثلة صدرت عن كتّاب خليجيين وُجّهت لهم دعوات مماثلة للمشاركة في المهرجان، هم: منى الشمري وعلي عاشور الجعفر وأحمد الزمام، وجميعهم من الكويت.
وقالت خلفان خلال لقاء أجراه معها "ائتلاف الخليج ضدّ التطبيع" إن "المبادئ لا تتجزّأ"، مضيفة "عندما أقبل بالتخلّي عن فلسطين، عندما أقبل بالظلم الواقع على الفلسطينيين، عندما أقبل بالقمع، ثم أتكلم عن حرية الكلمة والعدالة الاجتماعية في بلادي، فأنا مصابة بحالة فصامية..".
استنكر ائتلاف الخليج ضدّ التطبيع الاحتفاء الإماراتي بغروسمان كـ"ناشط سلام"
واعتبر الائتلاف أن مشاركة غروسمان في المهرجان الإماراتي تشكّل "مخالفة واضحة وصريحة لمعايير مناهضة التطبيع والمقاطعة الثقافية لإسرائيل"، موضحاً في بيان صحافي، أن الاحتفاء به كـ"ناشط سلام" في مهرجانٍ يقام على أرضٍ عربيّة هو إقحام سياسيّ فجّ يسعى لجرّ الكتّاب والأدباء العرب إلى مستنقع التطبيع الثقافي والأدبي مع العدوّ الإسرائيلي.
وفي إطار دعوة الائتلاف بقية المشاركين والمشاركات إلى الانسحاب، لفت إلى أن غروسمان المعادي لحقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والمدافع عن نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، لا يشارك في جلسة واحدةٍ إلى جانب عددٍ من الكتّاب فحسب، بل أفرد له المهرجان لقاءً خاصاً به، في السادس من شباط/فبراير، للحديث عن "مسيرته الأدبيّة في الكتابة عن الحرب والسلام"!
وتضمّ قائمة المدعوين إلى "مهرجان طيران الإمارات" التي تجمع مدونين وكتّاب محتوى وطهاة ومدّربي تنمية بشرية، أسماء عربية عدّة هي خليط من مقيمين في الإمارات أو موظّفين في مؤسسات ومشاريع إماراتية أو فائزين بجوائز إماراتية حديثاً، ومنهم: إيمان مرسال وأشرف العشماوي وعمر طاهر وعزة فهمي ورشا عدلي من مصر، وشاكر نوري وأحمد خيري العمري وشهد الراوي من العراق، وجلال برجس وفادي زغموت من الأردن، وسلطان الموسى وأسامة محمد المسلم وأحمد العلي من السعودية، وسلمى الدباغ ووليد عودة من فلسطين، وعلوية صبح وحارث البستاني وسناء شباني وسحر نجا محفوظ وناجي سليمان بختي و بلال الأرفه لي وعمر صباغ من لبنان، وتميم هنيدي من سورية، ونجوى بن شتوان من ليبيا، وسلمى سيري من المغرب، ووناصر الدوسري وسارة صادق من الكويت، والبريطانية من أصول يمنية وسورية آلاء الشماحي. هذا ولم تتأكّد مشاركة الأسماء السابقة بعد الانسحابات التي قام بها كتاب خليجيون.