في السابع من شهر تموز/ يوليو من عام 2016، قامت مجموعة مُؤلّفة من خمسة رجال بالاعتداء على فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، في بامبلونا بإسبانيا، أثناء احتفالات القديس فيرمين. انتشرت القضية في جميع أنحاء العالم، لا سيّما وأنَّ الموقف صوِّر بالكامل على الفيديو وشاركته مجموعة الرجال مع أصدقائهم على "واتس أب".
لسوء الحظ، وأثناء المحاكمة، والتي عُرفت شعبياً باسم "قضية القطيع"، بسبب الاسم الذي أطلقه المعتدون على أنفسهم، برز إلى العَلن، بشكلٍ فاضح، العنف الإعلامي والذكوري الذي يُمارسه المجتمع الإسباني ضدّ المرأة، لا سيّما في ظلّ عدم صدور حُكم يجرّم المُعتدين.
على ضوء هذه الخلفية، انطلقت في السادس من الشهر الجاري، عروض مسرحية "قطيع من الكلاب"؛ على خشبة مسرح "المركز الثقافي الهلينستي" في المكسيك العاصمة، والتي تستمرّ لغاية العشرين من الجاري، من تأليف جودري كازانوفاس وإخراج ميغيل ديل أركو.
تُعيد المسرحية التي حقّقت نجاحاً كبيراً حتى الآن، لا سيمّا في ظلّ ما يُعانيه المكسيك من حوادث اغتصاب وتعنيف النساء، بناءَ أحداث القصة الأصليّة التي جرت في إسبانيا بطريقة توثيقية. وتُعرض في المسرحية مقتطفات من تصريحات حقيقية للمُذنِبين، إضافة إلى تعليقات القُضاة والمحامين الذي شاركوا في المحاكمة، والحملات الإعلامية التي رافقتها، والتي دعمت في أغلبيتها المُذنبين.
وقد استطاع مخرج العمل، انطلاقاً من هذه الحادثة، أن يطرح بشكل رئيسي أسئلة ضرورية وجوهرية عن معنى الذكورة والأنوثة في المجتمع، وعن العلاقة بينها. إضافة إلى ذلك، تناولت المسرحية قضايا الاضطهاد والتعنيف الذي تتعرّض له المرأة عموماً في مختلف ميادين الحياة.
"ماذا سنفعل بهذا النص حتى يكون منطقياً؟ كانت الفكرة هي التحقيق في هذا الموضوع المرير الذي تناولناه بالعديد من الشكوك والخوف. لقد كُتب الكثير عن هذه التجربة، ولكنّ القليل جداً تم استكشافه بعُمق. العنف الذكوري متغلغل في طبقات المجتمع، وفي مؤسساته، ولا بدّ من إثارة الوعي إزاء هذا الموضوع للحدّ منه، وتوعية جيل الشباب كي لا يقعوا في أخطاء ارتكبناها نحن إزاء المرأة. إنها مسرحية مع المرأة، ضدّ العنف، وضدّ جميع أشكال الاضطهاد المجتمعي لها. في نهاية المطاف، إنها مشكلة مجتمع بأكمله، وليست مشكلة رجال أو نساء فحسب"، يعلّق مخرج المسرحية.