قصائد كوسوفية عمّا آل اليه الحب

07 ديسمبر 2020
إليره زعيمي
+ الخط -

في الصباح

بحثتُ عن الحبّ في كل مكان
فتحتُ الأبواب والنوافذ
جلتُ في طرق غامضة
اشتريتُ ورود ميموزا لأهديها
كتبتُ قصائد حارّة عن الحب
سألتُ عنه أين يسكن ولماذا يخاف
هدّدتُ بقتل نفسي بسببه
شربتُ الخمر وأشعلتُ الشموع التي تطلق عطوراً
لعلّ الحب يلطّف روحه
ويجد طريقه إليّ
كنتُ أقطف أوراق الورد في انتظاره
في الليل والنهار طيلة أيام الأسبوع وشهور السنة
دون أن يشعر بي

أغلقتُ الأبواب والنوافذ
حبستُ قلبي في قلعة العزلة
جفّت الورود ومزّقتُ رسائل الحب
لم أعد أُشعل الشموع ليلاً ورميت الخمر
لم أعد أنتظره في أيّ وقت في أي يوم
قلت لنفسي: استسلمي، الحب ليس لك

في صباح مشرق
جاء الحبّ خفياً إلى سريري
جلس متربّعاً كطفل عنيد

ولم يغادرني بعدها.

■ ■ ■


سيأتي يوم

سيأتي يوم
أقولُ لكَ فيه كلّ الكلمات التي لم تُقل
الأسرار التي أخفيتُها أكثر
كما أخفى الملك سليمان كنوزه

سيأتي يوم
ترغب فيه أن تحكي لي كلّ شيء عنك
تطلب بإلحاح أن تلجأ إلى معبدي
ولا تخدعني بكلمات حلوة عن الحب السماوي
وأن تقول إنك فهمت أخيراً من أنت
ومن أنا

حينئذ
حينئذ فقط ستعرف
أنّك لم تكن ملِكاً ولم أكن واحدةً من جواريك.

■ ■ ■


أقولُ لكَ

أقول لكَ: من السهل أن تخدعك الوحدة
هي أثقل من الحديد وأشدّ سواداً من الليل

أقول لك: العشّاق العصريون
يتسلّون في المواخير
ويعيشون من أعمال قذرة تعرفها

أقول لك: الانتظار مخيفٌ حين لا تعرف ماذا ينتظرك
لا تقل لي يا كولومبوس
أنك لم تكتشف قارّةً جديدة

أقول لك: السعادة خداع بصري
والمجانين فقط يتمتّعون بالحياة كما تعرف

أقول لك: الحب سيطرق بابك
ويجعلك تشعر كامرأة
تشعر بثقل الكلمة
أنك من يكتب مصيره!


بطاقة
وُلدت إليره زعيمي Ilire Zajmi عام 1971 في بريزرن (مركز كوسوفو العثمانية عندما استحدثت ولاية)، درست القانون ثم تابعت الماجستير والدكتوراه في الإعلام، وتعمل إلى اليوم في تلفزيون كوسوفو. بدأت بكتابة الشعر في نهاية الثمانينيات. صدر لها في الشعر: "أجراس الصباح" (1991)، و"بالادا بيضاء" (2000)، و"العفو" (2011)، و"فالس منتصف الليل"، وفي الرواية: "خمود الأحلام المتمردة" (1996)، و"الريح" (2014). تُرجمت أشعارها إلى عدّة لغات، وصدرت لها مختارات مترجمة إلى الفرنسية عام 2015.
تمثّل زعيمي الجيل المخضرم بين عهدين مثقلين بالشعارات (اليوغسلافي حتى 1999 والكوسوفي الجديد) ومحبطَين بالمسارات، ولذلك تعيد في شعرها اكتشاف ما كان وما تغيّر في كوسوفو من الحب إلى الكيان السياسي الجديد.

ترجمة من الألبانية : محمد م. الأرناؤوط

 

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون