بعد توقُّف استمرّ أربع سنوات، تعود تظاهرة "الربيع المسرحي" إلى مدينة قسنطينة الجزائرية في دورةٍ تاسعةٍ يُنتظَر أن تُفتَتح عند السادسة من مساء اليوم السبت في مبنى "المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني"، وتستمرّ حتى الثالث من نيسان/ إبريل المقبِل.
تُشارك في الدورة الجديدة ستّة عروض مسرحية من مُدُن قسنطينة وسوق أهراس وتيزي وزّو وعنّابة ومستغانم ووهران. ويُقام على هامش التظاهرة مُلتقىً حول المسرح، ابتداءً من يوم غدٍ وعلى مدار ثلاثة أيّام، بمشاركة عددٍ من المسرحيّين والأكاديميّين؛ من بينهم المخرج محمد الطيب دهيمي والأكاديمي الحبيب بوخليفة.
العروض المشاركة هي: "أرامل" لشهيناز نغواش من "مسرح قسنطينة الجهوي"، و"سكورا" لعلي جبارة من "مسرح سوق أهراس"، و"ريح الحرحور" من "مسرح تيزي وزّو"، و"بكالوريا" لعز الدين عبّار من "مسرح مستغانم"، و"رصيف النوّار ما جاوبش" من "مسرح عنابة"، و"أرلوكان خادم السيّدين" لزياني شريف عياد من "مسرح وهران". وتنطلق العروض مساء غدٍ السبت وتستمرُّ بمعدَّل عرضٍ واحد في اليوم.
وفي مؤتمرٍ صحافي عُقد أمس الجمعة، قال المسرحي حكيم دكّار، رئيس لجنة النشاط الثقافي لمدينة قسنطينة، المنظّمة للتظاهرة، إنَّ الدورة التاسعة من "الربيع المسرحي"، التي تنطلق بالتزامُن مع اليومي العالمي للمسرح، تُمثّل عودةً لتظاهُرةٍ شكّلت، عند انطلاقتها عام 1995، ملتقىً للفنّانين الجزائريّين، وتركت بصمتها في المشهد المسرحي المحلّي والوطني، مُشيراً إلى أن التظاهرة تأتي بعد ركود ثقافي كبير شهدته مدينة قسنطينة على غرار بقية المدن الجزائرية.
مِن جهته قال المخرج علي عيساوي، الذي شارك في تأسيس "الربيع المسرحي" ويُشارك في تنظيم نسخته الجديدة، إنَّ المنظّمين حرصوا على تنويع العروض المشاركة في التظاهُرة، كما جرى اختيار عملَين فقط من الأعمال التي شاركت في الدورة الرابعة عشرة من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" التي أُقيمت في الجزائر العاصمة بين الحادي عشر والحادي والعشرين من آذار/ مارس الجاري "حتى لا نستنسخ المهرجان"، مشيراً إلى أنَّ ثلاثة من العروض المشاركة مقتبسَة عن أعمالٍ لروائيّين جزائريّين.
ويتعلّق الأمر بكلّ من مسرحية "ريح الحرحور" المقتبسة عن نصّ لمولود معمري، و"رصيف النوّار ما جاوبش" المقتبسة عن رواية لمالك حداد، و"سكورا" المقتبسة عن رواية لأمين الزاوي.
وقال عيساوي إنَّ الدورة الجديدة من "الربيع المسرحي" مهداة إلى روح مؤسّسها سليم مرابية، مدير "مسرح قسنطينة الجهوي" الراحل، والذي قال إنّه أسّس التظاهرة "في وقتٍ كان التعبير الفنّي غير مرغوبٍ فيه"، في إشارة إلى "العشرية السوداء" التي عاشتها الجزائر خلال التسعينيات.
وأضاف المتحدّث أنّ التظاهرة كانت واحدةً من التظاهُرات التي احتضنتها قسنطينة خلال تلك الفترة؛ مثل "الربيع الأندلسي" و"الربيع السينمائي"، ليختتم بالقول: "كان كلُّ المسرح الجزائري حاضراً في قسنطينة. وكان المسرحيّون الجزائريون يُصرّون على الحضور والمشاركة والتعبير عن مواقفهم، خصوصاً أنَّ التظاهرة انطلقت بعد اغتيال المسرحي عز الدين مجّوبي في شبط/ فبراير 1995".