تتضمّن الدورة السادسة من تظاهرة "جسور التواصل لتراث الحواضر"، التي يُنظّمها "المتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية" في مدينة قسنطينة الجزائرية يومَي غد وبعد غدٍ، عدداً من الفعاليات التي تُضيء على التراث الفلسطيني.
تحمل الدورة شعار "متاحف من أجل الإنسانية"، وتشارك فيها قرابة عشرة متاحف جزائرية، ومن فعالياتها عرضٌ بعنوان "فلسطين صبراً إنّ للفوز موعداً"، تُخصَّص للإضاءة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف المعالم الأثرية والمتاحف في غزّة في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية، وسلسلة ورشات بعنوان "أطفال غزّة"، تهدف إلى تعريف الأطفال بالتراث الفلسطيني.
وكانت مديرة المتحف، مريم قبايلية، قالت في ندوة بعنوان "التراث المادي واللامادي الفلسطيني المسجَّل في قائمة يونسكو"، أُقيمت قبل أيام، لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية (14 تشرين الثاني/ نوفمبر من كلّ عام)، إنّ الاحتلال الصهيوني يسمح بالاتجار غير المشروع بالآثار الفلسطينية، وفي مقابل ذلك، يجري تسجيل التراث المادّي واللامادي الفلسطيني في الهيئات الدولية، خصوصاً بعد حصول فلسطين على العضوية الكاملة في "يونسكو" سنة 2011 ومصادقتها على اتفاقية "يونسكو" للتراث اللامادي عام 2003.
وتطرّقت قبايلية إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للأماكن والمواقع التراثية والتاريخية في غزّة منذ بدء عدوانه في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي؛ حيث جرى تدمير بعضها بالكامل، مُشيرةً في هذا السياق إلى "بيت السقا" الأثري في حيّ الشجاعية شرقي غزّة الذي أُعيد ترميمه عام 2014 وتحويله إلى مركز ثقافي قبل أن يدمَّر في العدوان الأخير، وأيضاً "متحف القرارة الثقافي" و"قصر الباشا" الذي يعود إلى الفترة المملوكية.
وتحت عنوان "التراث الفلسطيني: هوية وطنية تقاوم جرائم الاحتلال الصهيوني"، قدَّم الباحث والأكاديمي الجزائري عبد القادر دحدوح محاضرة في "دار الثقافة مالك حدّاد"، تطرّق فيها إلى تدمير الاحتلال الإسرائيلي للعديد من المباني والمواقع الأثرية الفلسطينية منذ بدء عدوانه على غزّة؛ ومن ذلك أربع كنائس دُمّرت كلّياً، و"بيت الشيخ أبو مسلم" في بيت لاهيا، والذي بُني قبل 600 عام ودُمّر تماماً بحيث لا يمكن ترميمه، و"مسجد كاتب الولاية" الذي يعود إلى العصر المملوكي.
وذكر المُحاضر أنّ المواقع الأثرية في الضفّة الغربية وغزّة تُقدَّر بـ944 موقعاً، أمّا المعالم الأثرية فيهما فتصل إلى عشرة آلاف مَعلم، بينما هناك أربعة مدن فلسطينية ضمن قائمة التراث العالمي، و13 موقعاً ضمن القائمة الإضافية للتراث العالمي.