تعلم الوردة أن التّربة التي تحتمي في كنفها
غريبة
ومع هذا تنبت فيها بسرور
لأنّ البتلة لن تكون أبدًا جزءًا من التربة
تريد الوردة أن تكفّ عن كونها وردة
كي ينتبه السياج إلى لعبتها
عند الفجر
تقول الوردة ليد الرجل العابث:
لا تعاقبي سياج الحديقة
لأنّه لم يتّسع لها
في هذه الزّحمة
تعرف الحديقة كيف تحتفظ بالسرّ
■■■
بين صخرتين
تنبت ريح الخريف الآتية من بعيد
بحثًا عن مأوى
لا عشب ينمو في سبخة النوم هذه
ولا ثعالب
حين تكفّ الصخرة عن الابتسام
في وجه النهر
حين يلتفت النّهر إلى نداء الثعلب
حين لا يعود النوم كافيًا
سترمي العشبة بنفسها على مهل
في حضن الريح
إذ إنّ سيقان الطائر الجبليّ
لن تساعداه
عشية هذا الخريف
على الكفّ عن سماع صوته
■■■
لا تتقن اليد لعبة الأصابع
في العتمة
ومع هذا
كل مساء قبل أن تغفو
تُحصي الخراف
تمسّد شَعْرَ العائلة
تُعاينالرجل الآتي من الضفّة
بمعطف يرشح وحلًا
وحذاءين
للزينة
تلقّن اليد أصابعها يوميًا
كيف يجدر بها أن تمسك بالزهرة
لا ظلّ للزهرة
سوى يد الطفل
لا ظلّ للطفل
سوى انعكاس صورته على البتلات الذائبة
لا ظل لليد
سوى موت اليد
في عتمة هذه الأصابع.
* شاعر من لبنان