قبل بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة بنحو شهر، افتتح معرض "في ظلّ الشمس" في "موزييك رورمز" بلندن والذي يتواصل حتّى الرابع عشر من الشهر المقبل، لكنَّ الأعمال المعروضة تعكس جميعها الواقع المعاش تحت الاحتلال الذي تتواصل جرائمه وانتهاكاته.
يضمّ المعرض أعمالاً للفنانات الفلسطينيات منى بنيامين وزيتون النصر ودينا ميمي، والتي تمّ تنفيذها بتكليف خاصّ من منصّة "بالناقص"، بالتعاون مع الموسيقي الفلسطيني "مقاطعة"، وتتنوّع بين الأفلام والأعمال التركيبية والموسيقى وألعاب الفيديو.
في فيلمها القصير "غدًا مرّة أخرى" (2023)، تقدّم بنيامين مشاهد مختلفة من الحياة اليومية في فلسطين، حيث يظهر والدا الفنانة في الفيلم، كمقدمين تحقيقاً صحافياً، عبر إثارة الأسئلة حول الهوية والأمل الذي يعيش عليه الفلسطيني منذ احتلال أرضه عام 1948، كما يستخدمان السخرية والفكاهة كوسيلة للمقاومة وأداة للتحليل السياسي.
"الثورة غابة لا يستطيع المستعمر حرقها" (2023) عنوان العمل التركيبي متعدّد الوسائط الذي صمّمته النصر ويتوسّط القاعة الرئيسية، وهو يحتفي بالشجرة بوصفها رمزاً للمقاومة والانتماء إذ نُصبت شجرة زيتون كبيرة محاطة بسلسلة من أشجار التين الصغيرة والأواني الخزفية، مع تقصّد أن تقدّم الشجرة ككائن واعٍ ويحيل إلى علاقة ثورية مع الطبيعة.
إلى جوار الشجرة نص ترد فيه عبارات مثل "الحب مجرّة تدور فيها كلّ الشموس، لأن كل ثوري عاشق"، وكتب على قماش أزرق مطرّز معلّق على الحائط جملة "من النهر إلى البحر"، كما صمّمت لعبة فيديو تم إنتاجها بالاشتراك مع شقيق الفنانة وتدور فكرتها الأساسية على الدعوة لزراعة الشجر إلى الأبد.
وتنزع ميمي إلى أسلوب غير مباشر في الطرح من خلال تركيبتين فيديو وأعمال منسوجات، حيث تبحث أعمالها في تهريب الطيور من الأردن إلى فلسطين، وطيور "توا توا" من الصين إلى سورينام، وفي النهاية إلى أوروبا، وتحديداً هولندا. كما تجري حواراً بين صديقين، يتبادلان الحديث حول الصعوبات اليومية التي يواجهها الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
أعمال الفنانات الثلاث تُعرض بموزاة تشغيل عمل صوتي يعتمد الموسيقي الإلكترونية وموسيقى الرباب والغناء للموسيقية الفلسطينية ماكي مكوك، يتناول موضوعات الهوية، والاستعمار، والحرب، والحب، والعلاقات، وكان من المفترض أن تؤديه مكوك بنفسها، إلا أنه رُفض طلبها تأشيرة دخول إلى المملكة المتحدة.