في بلد جميل وغير مضياف

12 مارس 2023
"منظَر من البلد للإيطالي" لـ كورّادو روسّو
+ الخط -

فلاندر، مثال الرجل الأبيض؟ التربية العاطفية للواحد لا تتناسب مع فلاندر الشقراء؟ يا رب لا تترك لاجئيك الغلابة في أيدي الخطاة البلجيك.

مثل هذا النوع من الأحادية في التفكير، يمكن أن يبرهن على احتمالين فقط: إمّا أننا حكيمون تمامًا، أو أننا أغبياء تمامًا  ـ ومن الواضح أننا لسنا حكماء تمامًا...

من أجل عدم الإساءة، نستخدم مصطلح "أحمق" هنا بالمعنى الاشتقاقي للشخص الذي يتجاهل الشؤون العامّة، ويكرّس نفسه فقط لشأنه الخاص. هل هذا هو المقصود: مجتمع غير نقدي لا ينزعج من مثل هذا الكمال من جانب واحد؟ هل سيتبيّن الآن أننا متساوون في ما هو ملائم؟
 
في الكوابيس، هناك خطر من أن يكون غير المرغوب فيه أبديًا. كيف يحسّ الواحد وهو مع بومة سَمَكية عام 2007، في شساع البر الروسي؟ روسيا - القارّة. الانبساط الشعريّ جرّاء التنوّع البيولوجي للطيور، هنالك. الجمال البرّي للروسيّات، الغامض في الشرق المتجمّد. قدّرَ الله وما شاء فعل؟ 

الاكتئاب أكبر طائر جارح ليلي في العالم

هي خُطىً وكُتبت علينا ونحن على مشارف الشيخوخة. ومَنْ كُتبت عليه خطى، مشاها حتى وهو مش قادر. لقد وقعنا بمحض الصدفة في الأجزاء غير المضيافة من بلجيكا، ولها اسم : فلاندر. كان أول مخيّم لجوء لنا هناك. سنة ونصف، ثم انتقلنا لبيت السوسيال في مقاطعة ليمبروخ الأكثر ثراء على المستوى البلجيكي، في تلك البلدة المسمّاة تيسندرلو. ولقد كان هناك خطر طوال الوقت: أن نكتئب كلّ يوم، بشكل أعمق، وأن ينفجر مصنع الكيماويات القريب.

الاكتئاب هناك كان أكبر طائر جارح ليلي في العالم، حسب خبرتنا المتواضعة. الأمل والحفاظ عليه كانا ضربًا من مستحيلٍ عضال. لمَ الواحد، من يوم ما حطّ على تراب هذا البلد الجميل، غير الكريم، وهو ينشر مقالات غير مريحة وناقدة عنه؟ هل تمّ اختطاف أعمال التداول الحرّ في أي بلد أوروبي، منّا، ونحن لا ندري؟

لقد أتينا من هناك، وهذا هو السبب في قول الكلمات أعلاه. نحن منه وهو منّا. العالم النامي، موطن الغالبية العظمى من سكّان العالم، لديه وجهة نظر مختلفة بشكل ملحوظ عن بقية العالم. إنه ضد أميركا بالأساس، وإنه قلِقٌ ــ إنْ لم يكن أكثر ــ من رد الولايات المتحدة، أكثر من قلقه من أفعال روسيا.

هل اشتية هو "ضمير الرئيس الاقتصادي"؟ ولمَ في "عصره" زادت هجرة الشباب الغزّاوي للبلد الهيليني؟ وبغضّ النظر عن الدعابة، فإن الخطأ الاستراتيجي الأوّل كان تكوين سلطة تحت بسطار الاحتلال، وعدم دمج غير "فتح" في هياكلها. الثاني، هو تعيين الرئيس المتعوس، مهندس اتفاقية أوسلو، من جانب "المنظمة" و"فتح". الثالث هو عدم طردهم بعد أن ثبت فسادهم.

السماء غنائم حرب عند المتديّن. الأسلحة وسيلة الغرب لشنّ حرب بالوكالة مع روسيا. الحرب هي الجانب الخطأ من التاريخ. زمان، ضمن الأفكار الغربية الخيالية، كان للحرب العالمية الثانية البراعة الأوروبية لإنشاء مصانع الموت...


* شاعر من فلسطين مقيم في بلجيكا

 

المساهمون