"في بحر سورويا": حوار الشعر والرسم

18 ابريل 2023
من المعرض
+ الخط -

في إطار الفعاليات الثقافية التي تنظّمها "وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية"، احتفاءً بالذكرى المئوية لرحيل الرسّام الإسباني خواكين سورويا (1863 ــ 1923)، افُتتح اليوم الثلاثاء، في "متحف سورويا" بمدريد، معرض "في بحر سورويا مع مانويل فيسينت" (يستمر حتى السابع عشر من أيلول / سبتمبر، المقبل)، حيث يحاول الكاتب والصحافي الإسباني فيسينت (1936)، إنشاء حوارٍ بين الأدب والرسم، من خلال قراءة شعريّة وبصريّة لما يقرب الخمسين لوحةً من أعمال الفنّان التشكيلي، معظمها يُعرض للمرّة الأولى أمام الزوّار.

وقال فيسينت في مؤتمر صحافيّ، عقده صباح اليوم خلال افتتاح المعرض: "تعرّفت على سورويا بعد أن عشتُ فيه. لقد تحوّل عقلي إلى إسفنجةٍ تستنشق نسمة البحر، وعبق ملحه، وصوت أمواجه التي تتكسّر على الصخور، أو تتلاشى في وهج الشمس على الرمل. كلانا نشأ في مدينة بلنسية (فالنسيا)، التي تطّل على البحر المتوسط. لقد استطاع سورويا أن يعكس ضوء المتوسّط ومناظره في رسماته، وهدفي من هذه المحاولة خلقُ قصّة أدبية تقوم على أساس بناء حور مشترك بين الريشة والقلم، وبالتالي إعادة بناء الذكريات والتجارب التي عاشها الرسّام أمام البحر بصيغة شعرية وأدبية".

يتكوّن المعرض من أربعة أقسام وفيه لوحاتٌ تُعرض للمرّة الأولى

من ناحية، يبني الكاتب الإسباني مساراً مرئياً حول تمثيل البحر ومناظره في عمل سورويا، ومن ناحية أخرى، وباستخدام تلك اللوحات نفسها، ينسج قصّة بين السيرة الذاتية والأدبية والجمالية عن البحر الأبيض المتوسّط​​، عن شعبه - أبطال المَشاهد في اللوحات - وعن شخصه، وعلاقة كلّ من المبدعَيْن مع البحر. 

يتوزّع المعرض على أربعة أقسام؛ الأوّل، "العقل الباطني مليء بالطحالب"، يشرح فيه فيسينت علاقته بالمتوسّط ​​منذ طفولته حتى سنيّ المراهقة، عبر لوحات تنبض بالضوء مثل "السباحة" (1899) أو "فتى على شاطئ البحر" (1904). أمّا القسم الثاني، "دراما طبيعية تحت ضوء البحر الأبيض المتوسّط"، فيستذكر فيه الكاتبُ الحياةَ الصعبة لعمّال البحر والصيّادين، إذ يبدو البحر، كما تعكسه لوحات الرسّام، ثوراً هائجاً يحاول البحّارة ترويضَه.

"طفل على شاطئ البحر"، خواكين سورويا، 1904 (من المعرض)
"طفل على شاطئ البحر"، خواكين سورويا، 1904 (من المعرض)

في القسم الثالث، الذي يحمل عنوان "برجوازيون في شاطئ كابانيال"، يقول فيسينت - ويرسم سورويا - "إنه في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، شهد شاطئ كابانيال مزيجاً من الطبقات الاجتماعية المتناقضة، لا سيّما الطبقة البرجوازية التي كانت تزور شواطئ فالنسيا في الصيف للاستجمام، مقابل طبقة الصيّادين الكادحة التي كانت تبحث عن الحياة في عرض البحر". أمّا القسم الرابع والأخير، "في بحر جابية"، فيتأمّل فيه الكاتب مفاهيم عكَسَها سورويا في لوحاته، مثل اللّذة والجمال والحب، والبحر كشكلٍ من الأشكال الروحانية.

إنها محاولةٌ جديدةٌ لخلق لقاءٍ بين جنسين أدبيين مختلفين، وهو لقاءٌ تتآخى فيه اللوحة والكتابة في حوار مع الأشياء: حوار عن البحر، والأطفال والنساء والرجال، حوار عن المدنية والذاكرة والتاريخ.

المساهمون