على مقرُبة من الذكرى السنوية لميلاد فيروز (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934)، يستضيف "معهد العالم العربي" في باريس أمسيةً تحتفي بأيقونة الغناء العربي، عند السابعة من مساء الثلاثاء، التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
الأمسية، التي تحمل عنوان "فيروز، الحرّية المقدّسة"، تتوزّع على قسمَيْن؛ يُعرض خلال القسم الأوّل منها فيلم "رقصتي من أجل فيروز" لدومينيك دولابيير، وهو عمل تصوّر فيه قيام مصمّمة الكوريغراف والراقصة لميا صفي الدين بتحويل العديد من أغاني فيروز إلى تصاميم راقصة، مستفيدةً من كثافة العواطف والانفعالات الجسدية في أغانيها.
ويتضمّن القسم الثاني من الأمسية طاولة مستديرة يناقش فيها أربعة مشاركين تجربة فيروز ومسارها وشخصيتها؛ والمُشاركون هُم الكاتب عبد الله نعمان، والكاتبة ريجينا صنيفر، والصحافي المختص في الموسيقى أحمد شمس الدين، إضافة إلى مصمّمة الرقص لميا صفي الدين.
يستعرض المُشاركون تجربة فيروز من أربع زوايا، حيث يبدأ النقاش بالعلاقة بين "فيروز والأرض" (وهو عنوان المحور الأول)، وهي علاقة يرى عبد الله نعمان أنها تشغل مكاناً مركزياً في اشتغالات الأخوين رحباني وفيروز، حيث تُرفَع الأرض إلى أعلى مستويات التقديس والإجلال، ضمن لغة "غنائية شديدة الحساسية".
وبينما تتحدّث لميا صفي الدين عن "فيروز والجسد"، محلّلة النحو الذي تتحرّك من خلاله المغنّية على المسرح وعلاقة صوتها بقلّة حركاتها، تتوقّف ريجينا صفير عند مسألة "فيروز والمرأة"، حيث صوت فيروز يتجاوز بُعدَه الجندري ليتحوّل إلى صوت كوني تستطيع فهمه كلّ واحدةٍ وكلّ واحدٍ منّا.
وتحت محور "فيروز والذاكرة"، يختتم أحمد شمس الدين الأمسية بحديثه عن حضور الماضي الفردي والجماعي، العربي والشامي تحديداً، بشكل قوي في أعمال فيروز، مذكّراً في الوقت نفسه بأن أيّاً من المؤسسات الحكومية أو الخاصة العربية لم تقم حتى اليوم بحفظ ذاكرة فيروز وأرشيفها للأجيال القادمة.