على وقع أغنية "موطني"، افتتح في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في "غاليري وهبة العطار" بالقاهرة معرض "فلسطين عربية"، والذي يتواصل حتى مساء اليوم الخميس بمشاركة تسعة عشر تشكيلياً من اليمن والسعودية ومصر.
تطغى لغة توثيقية مباشرة على معظم الأعمال الاثنتين والثلاثين المعروضة، سواء في تصويرها الرموز الدالة على القضية الفلسطينية، وخاصة العلم الذي تتضمنه عدّة لوحات أو تظهر فيها ألوانه الأربعة؛ الأبيض والأسود والأحمر والأخضر على نحو متداخل، وكذلك خريطة فلسطين والكوفية السوداء وغيرهما.
ويعبّر الفنانون عن موقفهم من خلال بيان المنظّمين الذي يرد فيه: "ضمن تضامننا كفنانيين تشكيليين عرب، وحيث إننا نمثّل جزءاً من الضمير العربي دعماً وصموداً للشعب الفلسطيني المغلوب على أمره في غرّة هاشم، نعلن عن إقامة المعرض العربي الداعم لنضال وصمود هذا الشعب العظيم، ونعلن أن ريع الأعمال يعود إلى إغاثة الشعب الشقيق في غزة عن طريق قنوات الإغاثة والتبرع".
في لوحة الفنانة المصرية نهى خليفة، تظهر فتاة ترتدي حجاباً بنقوش تراثية فلسطينية ترفع رأسها للسماء، وملامح وجهها واضحة إلا فمها، في إشارة إلى عدم قدرتها على إيصال صوتها للعالم الذي يدير ظهره لمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلل الإسرائيلي.
أما الفنان اليمني ردفان المحمدي، فيرسم فتاة صغيرة وبيديها قبّة الصخرة التي تحرص على التمسك بها وعدم إضاعتها. وقدّم الفنان السعودي حسام أرناؤوط لوحة يهيمن عليها اللون الأخضر في دلالة على التشبث بالأمل والحياة وعدم الاستسلام للموت واليأس.
تبرز كتابات في بعض الأعمال مثلما فعلت الفنانة المصرية سماهر علاء التي كتبت عبارة "باقون ما بقي الزيتون" إلى جوار فتاة يقف على كتفها عصفور كرمز للحرية، بينما تضاريس جسدها شجرة يحلّق بين غصونها عصفور آخر، وتعلّق أمامها مفتاح العودة.
وتذهب الفنانة المصرية فاطمة العيسى إلى تصوير فاجعة فتاة فلسطينية في شقيقها الطفل الشهيد الذي قتلته آلة الإرهاب الصهيونية في لوحة "الصرخة"، حيث تودّعه وهي تصرخ رافعة وجهها للسماء وبين يديها الشقيق ملفوفاً بالقماش الأبيض.
وبدورها شاركت مصممة الأزياء المصرية، نيها حتة، بثوب أبيض اللون مطرّز بحمامة تحمل غصن زيتون في منطقة الصدر، وبحزام عليه العديد من الرموز والإشارات التي ترتبط بفلسطين، إلى جانب لوحة تحتوي المناخات ذاتها.