فرانسوا تروفّو.. في صداقة الكتّاب

02 مارس 2022
تروفو خلال عرض لفيلم له في ستوكهولم، السويد، 1970 (Getty)
+ الخط -

لا يختلف مؤرّخو ما يُعرَف بـ"الموجة الجديدة" في السينما الفرنسية على الدور الكبير الذي يلعبه الأدب في تجربة واحد من أبرز وجوه هذا التيّار السينمائي: فرانسوا تروفّو (1932 ــ 1984). فصاحب "الميترو الأُخير" معروفٌ باقتباس عددٍ كبير من أعماله من روايات، كما أن رؤية شخصياته وهي تقرأ عملاً أدبياً، أو تناقش مسرحيةً لشكسبير على سبيل المثال، ليس أمراً نادراً في أشرطته.

ومنذ الكشف عن قسمٍ أوّل من مراسلات المخرج الفرنسي نهاية الثمانينيات، أي بعد سنوات قليلة من رحيله، بات معروفاً أيضاً اطّلاعه الواسع على الأدب وتاريخه، حيث تحضر في رسائله إحالاتٌ واقتباسات، سردية وفكرية، تكشف عن قارئٍ لا يذهب إلى الأدب من أجل الاستمتاع فحسب، بل أيضاً بحثاً أسئلة وأجوبة، وربما عن إلهام له كمخرج.

عن منشورات "غاليمار" في باريس، صدر حديثاً كتاب "فرانسوا تروفّو: مراسلات مع كتّاب (1948 ــ 1984)"، بتحرير وتحقيق برنارد باستيد؛ ويضمّ العمل عدداً كبيراً من الرسائل غير المنشورة (في أكثر من 500 صفحة) التي تبادلها صاحب "جول وجيم" مع روائيين وشعراء فرنسيين وبريطانيين ممّن عاصرهم.

غلاف

ينبني الكِتاب على التسلسل الزمني، بحيث يُفتَتح بأولى الرسائل التي وجّهها تروفّو، شابّاً، إلى كتّاب، أو كتّاب ـ سينمائيين، كان يبدي إعجاباً بعملهم، كما هو جان كوكتو، الذي كتب إليه رسالته الأولى عام 1948، وصولاً إلى الرسالة بعثها قبل أيام من رحيله إلى صديقه الشاعر ورجل الدين جان مامبرينو، والتي أسرّ له فيها بأن قراءة قصائده تُساعده على مواجهة الأيام العسيرة التي كان يعيشها.

وفي تقديمها الرسائل المتبادلة مع عددٍ من الكتّاب الذين كان يرغب في نقل أعمالهم إلى الشاشة الكبيرة، تكشف هذه المراسلات عن كواليس المشغل الإبداعي لتروفّو، ورؤيته إلى النصوص الأدبية التي وضعها هؤلاء المؤلّفون، إضافة إلى التعديلات التي يُحيطهم بنيّته إجرائها عليها ضمن نسخته السينمائية من أعمالهم.

المساهمون