في بداية الخمسينيات، قادت الصدفة فاروق إبراهيم، الذي كان يعمل ساعياً في جريدة "المصري"، إلى تصوير مظاهرات اندلعت أمام مبنى الجريدة، حيث كان فوتوغرافيو الجريدة غائبين في ذلك اليوم، لتحقّق الصور التي التقطها سبقاً، ويلتحق بعدها للعمل في قسم التصوير.
وخلال نحو ستّة عقود، وثّق الفوتوغرافي المصري (1938 – 2011) جوانب مختلفة من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في آلاف الصور التي عكست التحوّلات في مراحل بارزة من تاريخ البلاد، منذ حركة تموز/ يوليو 1952، وصولاً إلى ثورة كانون الثاني/ يناي 2011.
حتى مساء بعد غدٍ الأحد، يتواصل معرض "الأسطورة" في "غاليري أكسيس" بالعاصمة المصرية، الذي افتُتح في العاشر من الشهر الجاري ضمن فعاليات "أسبوع القاهرة للصورة"، ويضمّ مختارات من أرشيف إبراهيم، التي ستصدر في كتاب قريباً.
من أبرز المشاهد التي سجّلها الراحل تلك الحشود التي اجتمعت في استقبال الرئيس جمال عبد الناصر في مختلف المدن والقرى المصرية، وكذلك في العديد من المناسبات الرسمية خلال لقائه عدداً من الزعماء والرؤساء أو خلال احتفالات عسكرية، كما ارتبط اسمه بتصوير الرئيسين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك.
وتُعرَض أيضاً صور للفنان عبد الحليم حافظ تجاوز عدهها ثلاثة وثلاثين صورة، كانت أوّلها حفلات "أضواء المدينة" في "حديقة الأندلس" عام 1953. وتحتفظ مجموعة إبراهيم بألبوم ضخم لحافظ يمثّل معظم مراحل حياته، وعدداً من رحلاته العلاجية إلى الخارج، حيث قدّمه للناس بصورة مختلفة، إلى جانب صور عديدة لكلّ من أم كلثوم في حفلاتها في مصر والخارج، ومحمد عبد الوهاب، وفاتن حمامة، ونادية لطفي، ونجلاء فتحي، إلى جانب رموز في مجالات الأدب والعلم مثل نجيب محفوظ وأحمد زويل وأسامة أنور عكاشة.
يشكّل المعرض محاولة للاطّلاع على أرشيف فوتوغرافي يُعَدّ من الأكبر في مصر ويضمّ، بالإضافة إلى الشخصيات العامة، صوراً تعكس واقع الحياة في مصر وتطوّرها، حيث تمّ تصنيفها وربطها بأحداث ووقائع بارزة في الذاكرة الشعبية.
يُذكر أن "أسبوع القاهرة للصورة" تنظّمه مؤسّسة "فوتوبيا" للمرّة الثالثة على التوالي، وهي مدرسة للتصوير الفوتوغرافي تأسست عام 2012 لدعم مجتمع التصوير الفوتوغرافي المبتدئ والمحترف في مصر والمنطقة العربية.