فائق مرعي: اقتصاد المقاومة ووقائع الاستعمار الاستيطاني

23 مارس 2024
من موسم قطاف الزيتون في ترمسعيا بريف رام الله، 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في العقد الأخير، ظهرت في الضفة الغربية تعاونيات زراعية شبابية كاستجابة لتحديات التهميش والاستعمار الصهيوني، مما يعكس حاجة إلى اقتصاد بديل يجمع بين الحاجات المادية والأهداف الوطنية.
- "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" تنظم ندوة بعنوان "التعاونيات الزراعية الشبابية في المرتفعات الوسطى الفلسطينية: نموذج ناشئ عن تناقضات التهميش"، تُبث عبر "زووم"، يقدمها الباحث فائق مرعي، معماري وباحث في مجال الدراسات الحضرية.
- المبادرات الإنتاجية تعبر عن مفهوم "اقتصاد المقاومة" وتشكل امتدادًا لإرث فلسطيني في الإنتاج والحيازة التشاركية، مواجهة لتدمير العناصر الإنتاجية وتحويل السكان إلى عمال مأجورين تحت قمع الاستعمار الصهيوني والسلطة الفلسطينية.

في العقد الأخير، ظهرت في الضفّة الغربية مجموعة من المبادرات الإنتاجية القائمة على علاقات عمل وحيازة تشاركية، وفي مرحلة ما، أطلقت هذا المبادرات على نفسها اسم "تعاونيات". 

"التعاونيات الزراعية الشبابية في المرتفعات الوسطى الفلسطينية (الضفّة الغربية): نموذج ناشىء عن تناقضات التهميش"، عنوان الندوة التي تنظّمها "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت، عند منتصف نهار بعد غدٍ الاثنين، تُبثّ عبر "زووم"، ويُقدّمها بالإنكليزية الباحث فائق مرعي.

تُناقش المُحاضَرة في أنّ هذه المبادرات، وجلُّها زراعية، ظهرت من رحم تناقضات المرحلة الحالية من الاستعمار الصهيوني للضفّة الغربية، وتحديداً ما سيتم تلخيصه هنا تحت مفهوم "التهميش". كما تتناول المحاضرة واقع ريف الضفّة الغربية كفراغ مهمّش بعلاقته مع المراكز الحضرية، وتقرأ هذا التهميش الحضري بتشابُكه مع التهميش الاستعماري للاقتصاد الفلسطيني والعربي بصورة أعمّ.

مبادرات إنتاجية للاستثمار في الأرض ضمن واقع الاستعمار الاستيطاني

وينطلق الباحث من رؤية مفادُها أنّ تدمير العناصر الإنتاجية في الضفّة أدّى إلى تحويل السكّان إلى عمّال مأجورين، وإهمال مساحات ضخمة من الأراضي الزراعية، وهو ما تقاطع مع انسداد أفق التنظيم السياسي تحت نير قمع ثنائي: قمع الكيان الصهيوني من جهة، وقمع السلطة الفلسطينية من جهة أُخرى، الأمر الذي جعل فئات من الشعب تعاني من اغتراب مزدوج، سياسي واقتصادي. ومن قلب هذا الواقع، أبصر قطاعٌ من الشباب ذي الميول اليسارية الحاجة إلى اقتصاد بديل، فسعى لاستغلال الأرض المُهملة، في إطار محاولاته فهم تشابك الرأسمالية مع واقع الاستعمار الاستيطاني. 

تعكس هذه المبادرات الواقع الاقتصاد السياسي المذكور، كما تعبر عن مفهوم "اقتصاد المقاومة" الذي برز في العقد ذاته، كمحاولة فكرية لمواجهة هذا الواقع، وتشكّل امتداداً لإرث فلسطيني من الفعل السياسي فيما يتعلّق بالإنتاج والحيازة التشاركية، وما يميّزها هو دمجها للحاجة المادية لأعضائها مع أهدافهم الوطنية الأعم.

يُشار إلى أن الندوة تندرج ضمن سلسلة ندوات بعنوان "تنمية القطاع الزراعي الفلسطيني بين الاستعمار والعولمة والتحرير"، هدف هذه السلسلة من الندوات إلى التفكير بشكل جماعي في التحولات الماضية والحالية في القطاع الزراعي الفلسطيني في سياق الاستعمار الاستيطاني المستمر وحرب الإبادة الجماعية، وإلى تعزيز النقاش حول النماذج النيوليبرالية للتنمية الزراعية وتأثيرها على الأماكن الريفية وحياة الفلسطينيّين.

فائق مرعي هو معماري وباحث في مجال الدراسات الحضرية، يركز عمله على الجوانب المكانية للنضال الفلسطيني. يتناول في أطروحته الحالية مفهوم المشاع أو التشاركية في علاقات الحيازة والإنتاج، فكراً وممارسة، في إطار النضال الفلسطيني منذ الثورة الفلسطينية الحديثة إلى اليوم. هو حالياً زميل وباحث دكتوراه في معهد تاريخ ونظريات العمارة في المعهد السويسري العالي للتكنولوجيا في زيورخ، وقبل ذلك مارس العمارة في فلسطين، ودرّس في جامعتي بيرزيت والقدس.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون