فؤاد بلامين: توثيق معرض استعادي

29 مايو 2021
(من معرض "فاتحة الإبداع")
+ الخط -

جرت العادة أن تُخصَّص المعارض الاستعادية للفنّانين التشكيليّين الراحلين. غيرَ أنَّ معرض "فاتحة الإبداع"، الذي نظّمه "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" في الرباط بين العشرين مِن تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 والعشرين من نيسان/ إبريل الماضي، كسر هذه "القاعدة"؛ حيثُ خُصِّص لاستعادة تجربة فنّان تشكيلي مغربي على قيد الحياة، هو فؤاد بلامين (1950)، مِن خلال عرض قرابة مئة عمل تمثّل مراحل مختلفةً من تجربته الممتدّة على مدى نصف قرن.

توزّعت اللوحاتُ المعروضة، التي جرت استعارتها من مقتنين ومتاحف أجنبية، بين ستّة أقسام مرتَّبة ترتيباً زمنياً؛ تنطلق من بدايات بلامين في السبعينيات، وتمرُّ بفترته الباريسية، وصولاً إلى تجارُبه في التركيب البصري والصوتي.

هذه الاستعادة يُوثّقُها كتابٌ، مصنَّفٌ (كتالوغ) صدر حديثاً عن "منشورات ملتقى الطرق" بعنوان "فؤاد بلامين: فاتحة الإبداع"، وقد تضمّن إلى جانب اللوحاتِ والرسوم التوضيحية نصوصاً للكاتب المغربي فؤاد العروي، والناقدَين الفنَيَين الفرنسيََين هنري فرانسوا ديبايو وجيل دو بير، إضافة إلى حوار مع الكاتبة وقيّمة المعرض لطيفة السرغيني.

خلال إطلاق الكتاب، في "متحف محمد السادس" الأسبوع الماضي، تحدّث فؤاد بلامين عن المعرض الذي أعلن المتحف إنه استقطب قرابة أحد عشر ألف زائر؛ قائلاً إنَّ كلَّ لوحة من اللوحات التي تضمّنها تُمثّل "شاهداً على لقاء، وخصوصاً على لحظات عشتُها"، مُشيراً إلى أن المصنَّف، وعلى غرار المعرض، ينقسم إلى فترات زمنية "تتميَز باستحضار ذكريات عدّة من خلال أعماله".

مِن جهتها، اعتبرت لطيفة السرغيني أنَّ المعرض، الذي أتى في سياق إغلاق المتاحف في العالم أبوابها بسبب جائحة كورونا، هو الأوَّل من نوعه لفنّان تشكيلي مغربي ما يزال على قيد الحياة، مضيفةً أنَّ التوزيع السينوغرافي أتاح عرض مسار بلامين الشخصي والفنّي بشكل فنّي يجمع بين الجمالية والتبسيط، بدايةً من طفولته في مدينة فاس التي تحضر بشكلٍ بارز في أعماله.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون