غسّان أبو ستّة: عن تدمير القطاع الصحّي في غزّة

01 ديسمبر 2023
غسّان أبو ستّة
+ الخط -

لم تكن أيّام "الهدنة الإنسانية"، التي انتهت اليوم الجمعة كافيةً، لإسعاف المنظومة الصحّية التي خرجت عن الخدمة؛ فالأعداد الكبيرة من الجرحى الذين يُخلّفهم العدوان الإسرائيلي، يُقابله نقصٌ شديد في الوقود والمعدّات الطبيّة، واستهدافٌ مباشر للمؤسّسات الاستشفائية، في حين يقول مسؤولون في القطاع الصحّي إنّ المساعدات الطبّية التي دخلت غزّةَ المحاصَرة خلال أيّام الهدنة لا تكفي إلّا ليوم واحد.

وبينما يطالب العاملون في القطاع الصحّي بتدفّق المساعدات الطبّية والوقود إلى المستشفيات لإسعاف الجرحى، تُشير أرقام مختلفة إلى توقُّف 26 مستشفى في غزّة، من أصل 35 مستشفى، عن العمل، وتدمير 60% من البنية التحتية للقطاع الصحّي فيها؛ وهو ما جعل الجرحى يفترشون الأرض في أقسام الطوارئ وأمام غرف العمليات، بسبب العدد الكبير من الإصابات.

هذا التدمير المُمنهج للقطاع الصحّي تُضيئه محاضرة بعنوان "تدمير القطاع الصحّي في غزّة: مواجهة الكارثة والتهجير"، يُقدّمها الطبيب والجرّاح الفلسطيني غسّان أبو ستّة، عند الخامسة والنصف (بتوقيت الدوحة) من مساء الثلاثاء، بتنظيم من "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة و"مؤسَّسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت.

في المحاضَرة التي تُعقَد حضورياً في مقرّ "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالدوحة، وتُبثّ عبر منّصات التواصل الاجتماعي، يُقدّم أبو ستّة، وهو جرّاح متخصّص في الجراحة التجميلية والترميم وأستاذ "طبّ النزاعات" في "الجامعة الأميركية" ببيروت، شهادات عن الوضع الصحّي الكارثي في غزّة التي عاد إليها من بريطانيا مع بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، للعمل متطوّعاً في "مستشفى الشفاء"، قبل أن يغادرها منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وتُلقي المحاضرة الضوء على تجربة غسّان أبو ستة الميدانية خلال حرب الإبادة المستمرّة على غزّة، من منطلق كونه شاهداً على تدمير "إسرائيل" الممنهج للقطاع الصحّي، وذلك بهدف التطهير العرقي وتحويل غزّة إلى مكانٍ غير صالح للعيش؛ حيث يتحدّث أبو ستّة عن المسؤولية الجماعية لمنع حدوث هذا الأمر، وعن إعادة بناء القطاع الصحّي بأقصى سرعة ممكنة للحدّ من الوضع الكارثي الذي يسُهم في مشاريع التهجير.

 
المساهمون